تشهد جماعة بني بوزرة طفرة نوعية على مستوى وعي أبنائها بمعاناتهم و أحوال ساكنة الجماعة و على مستوى إدراك مثقفيها لأهمية المرحلة الدقيقة التي تجتازها مباشرة بعد وصول الدكتور عبدالسلام برهون إلى إدارة و تدبير شؤونها العامة ، بعدما استنزفت ثرواتها و أهدرت طاقاتها و وئدت آمال شبابها لمدة طويلة ، على يد رئيسين مررا أجندتيهما الخفية و الظاهرة في غفلة كبيرة من أهالي جماعة بني بوزرة الفضلاء ، و اغتنيا بشكل أو بآخر على ظهر الساكنة ، إلى حد أنهما ملكا في مدة ولايتهما ممتلكات كبيرة سواء في تراب ذات الجماعة أو خارجها من مدن مجاورة ، فضلا عما ممراه من ملفات مشبوهة ، لا تخدم سوى مصلحتيهما الشخصية الصرفة . هذا و قد أثارت مقالات مختصرة ، نشرها موقع “” المتميز ، و غيره من المنابر الورقية و الإلكترونية المصاغة بأقلام بعض الغيورين من أهل بني بوزرة ، تجاوبا كبيرا بين أبناء و بنات المنطقة ، ببني بوزرة و تيكيساس و غمارة كلها ، كما أثارت موجة غضب انحصر في عدد قليل ممن اعتبرت مضامين المقالات ، تخصهم و تستهدفهم بشكل مباشر ، فأما عامة الجماهير المشكلة للرأي العام المحلي ، فإنها قد نوهت بما جاء في كل مقال على حدة ، لأنها وجدت فيه متنفسا و لسانا تعبر من خلاله عن استنكارها للفشل الذريع الذي تتخبط فيه مجالس جماعة بني بوزرة الأسبق منها و اللآحق . و تفاعلا مع ما نشر في الموقع ، بعث كثير من المواطنين البزراتيين و الغماريين رسائل شكر للموقع ، استقبلها طاقم "شورى بريس" بحرارة ، لأنها عربون لجديته و مصداقيته في تعاطيه مع قضايا الناس ، و تبنيه لمشاكلهم صحافيا ، تنويرا للرأي العام المحلي و الإقليمي و الوطني ، و إثارة لانتباه المسؤولين ، حتى يقوموا بتدارك ما يمكن تداركه و إصلاح ما يمكن إصلاحه ، ما داموا يتحملون مسؤولية تدبير الشأن العام ، سواء على مستوى السلطة المحلية أو الإقليمية ، أو المجلس المنتخب ، أو مندوبيات الوزارات . لذلك يبدو أن أمر القيام بعملية تشريح كبرى ، على جسم جماعة بني بورزة ، لسبر أغوار كل قطاع و كل مرفق و كل مشكل ، و التنقيب عما يعتريه من نقص أو تشوهات أو اختلالات ، أصبح ضروريا ، أكثر من أي وقت مضى ، نزولا عند رغبة السواد الأعظم من ساكنة بني بوزرة “المغبونة” و المكذوب عليها . و تزداد حاجة المنطقة إلى كشف ما بها من مظاهر التخلف ، جراء التدبير السيئ للرئيس اللأسبق ، الذي تركها كالرماد و الهشيم ، و سار على دربه الرئيس السابق و إن بأقل حدة من الرئيس “الفاشل” الذي سبقه ، تزداد بحكم أن المنطقة كلها تعرف منعطفا نوعيا في مسارها التاريخي ، مع تضاعف عدد الساكنة بسبب الهجرة المتدفقة نحو المراكز ، و النمو المضطرد للعمران في كل النقط الاستراتيجية منها ، و أكثر من هذا فإن مسألة ضرورة الاشتغال على التعريف بجماعة بني بوزرة و بتراثها و بخصوصياتها و بمميزاتها كما هي تماما ، أصبح مطلبا جماهيريا ملحا ، كما أن عدم تهويل و لا تصفيق لرئيس دون آخر أو عضو دون آخر ، يعد من مهام كل المواطنين و المثقفين بالمنطقة ، و ما البقاء و الاستمرار سوى للأصلح و للأجدر بتمثيل الساكنة و خدمة المنطقة ، أضف إليه الدور المحوري الملقاة مسؤوليته على الإعلام الورقي و الإلكتروني و على العمل الجمعوي الجاد و الهادف . إن بني بوزرة محتاجة لمن يعلم الناس كيف يبادرون إلى الكشف عن طاقاتهم و إبداعاتهم و هوياياتهم قصد البحث عن سبل تصريفها و تنزيلها على أرض الواقع ، كما هم محتاجون لمن يلقنهم كيف يصرخون و كيف يحتجون و كيف يعبرون ، وفق الضمانات القانونية و الدستورية ، و ليس في حاجة البتة لقوم تسكنهم أنانية مستعلية ، لا يطيقون سماع الرأي الآخر المنتقد للحالة العامة المأساوية للجماعة ، سواء كان قائدا أو رئيس دائرة أو عامل إقليم ، أو رئيسا سابقا أو رئيسا حاليا ، أو بيدقا من بيادقهم أو لاعقا من لاعقي أحذيتهم ، لأن مصلحة بني بوزرة تعلو و لا يعلى عليها ، و يجب منطقيا و ديمقراطيا و دستوريا ، أن يتصدى الأحرار من ساكنة المنطقة لوضع كل مسؤول أمام مرآة مسؤوليته ، في ظل دستور جديد ، وحكم ملك لا يتوانى في الضرب على أيدي المفسدين المتلبسين بعمليات نهب و سرقة و سوء تدبير . بدعم مجلس جماعة بني بوزرة الحالي للعمل الجمعوي الصادق و إنصاته العقلاني لما ينشر في وسائل الإعلام حول الجماعة ، و التجاوب معه ، و بسلك الساكنة للمسالك التنموية النضالية الصادقة المطلوبة ، مدعومة بنخبتها المتباينة المشارب ، ستتحقق تنمية طالما حلم بها الجيل الصاعد ، و إلا فسيبقى الجميع “أبد الدهر بين الحفر” .