مرت سنوات عجاف منذ تاريخ استحواذ وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية على ممتلكات الزاوية الوزانية ، و مرت سنوات عجاف منذ أن تولت الوزارة المذكورة على تنصيب نفسها "وصية" على كافة معالم و أضرحة و تراث الوزانيين ، إلا أن اللآفت لنظر المتتبعين و المهتمين ، ما تعرفه تلك المعالم و الرموز و الممتلكات من تلاش و تدهور و حالة مزرية ، أكثرها جلاء أمام الرأي العام صورة مقام ضريح مولاي محمد بن مولاي عبدالله الشريف ، المتموقع في نقطة جغرافية جميلة بوزان ، قبالة ضريحي خلفه " مولاي التهامي و مولاي محمد" ، إن الحالة التي تطبع ضريح مولاي محمد لا تبعث على القلق فقط من مصيره المجهول ، و إنما تطرح أسئلة عميقة كلها شكوك حول نوايا "الآخر" الوصي على ممتلكات الزاوية و أضرحة أقطابها ، من أن تكون هناك مؤامرة مدبرة ضد هذه الزاوية و رموزها ، مضمونها الظاهر و الخفي ، الإجهاز التام و القضاء النهائي على صوتها و صورتها ، بل و حتى على بصماتها و أثرها التاريخيين . و ما أبسط دليل على ذلك عدم تجاوب الوزارة مع شكايات الوزانيين و عدم التفاعل إيجابيا مع احتجاجاتهم ، و عدم الإنصات لنداءاتهم و ملتمساتهم ، مستغلة الوزارة غفلة آل وزان و تفريطهم في حقوقهم المشروعة تاريخيا و أخلاقيا و قانونيا ، و بين أيدينا رسالة تصب في نفس المنحى ، أرسلت بطريقة مضمونة و نشرت في وسائل الإعلام على نطاق واسع ، و نظيرها من الأمثلة كثير .