وضع شاب يبلغ من العمر حوالي 19 سنة حدا نهائيا لحياته بإقليمشفشاون ، الشاب الذي قالت عنه إشاعات مغرضة أنه يعاني من اضطرابات نفسية غادر بيت أسرته الكائن بدوار أمغوس جماعة تاسيفت إقليمشفشاون قبل 4 أيام في اتجاه مجهول مما جعل أسرته حسب مصدرنا تقوم بالتبليغ عن اختفائه لدى مركز الدرك الملكي بالسطيحات و إخبار كل العائلة و سكنة الدوار بذلك . و في غياب تام و لامبالاة السلطات قام أبناء المنطقة بالبحث الميداني في الدواوير المجاورة طيلة 4 أيام ، تم العثور من طرف راعي المعز على الشاب جثة هامدة معلقة بجدع شجرة بدوار القليع التابع ترابيا وإداريا لجماعة بني سعيد واد لو إقليمتطوان . و تم على الفور إخبار السلطات المحلية التي تكبد نفسها أقل جهد في الموضوع ، و حضرت بمعية الدرك الملكي و قائد قيادة ودلاو إلى عين المكان مصحوبين بسيارة نقل الأموات لنقل جثة الهالك الى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان . و حسب مصدر فإن الشاب ينحدر من أسرة فقيرة جدا تعيش ظروفا قاتمة و مزرية ، و تحت ضغط وضعيته المادية و المعنوية البئيسة كان الهالك قيد حياته دائما يهدد بإقدامه على الانتحار . للتذكير حالة الشاب الذي لم يتجاوز عقده الثاني بعد ، تعد الحالة الثامنة لعدد الانتحارات المسجلة باقليم شفشاون مطلع هاد العام 2018 ، و قد سجل الإقليم سابقا رقما قياسيا على الصعيد الوطني في عدد الانتحارات ، فيما تبقى تقارير السلطات المحلية حبيسة الصياغة المعهودة أن الدافع وراء الانتحار هو إصابة المنتحر بمرض نفسي دون تحديد دوافعه و لا أسبابه ، و دون الوقوف على الظروف الحقيقية التي تدفع بكل أبناء الإقليم المنكوب إلى التفكير في الانتحار أمام انسداد الأفق و انعدم الأمل في عيش كريم . و بسبب معاناة أبناء إقليمشفشاون المستدامة و الضخمة ، لا نسمع كل أسبوع أو شهر إلا حالات الهجرة عبر البحر التي في الغالب يلقى فيها "الحراكة" حتفهم غرقا ، أو نسمع عن حالات الانتحار المباشر شنقا ، فضلا عن حالات الانتحار البطيئ التي يغوص فيها غالبية شباب المنطقة بتعاطيهم للمخدرات بشتى أصنافها "هربا" من الظروف القاسية الحاطة من كرامة المواطن .