يجتاز الوضع السياسي بمنطقة غمارة إقليمشفشاون بجماعاتها الترابية طورا مظلما من أطوار واقعه السياسي والتنموي فقد تنبه بعد رقاد عميق وألفى نفسه في عالم زاخر بالتقدم والنمو والرقي في الحركة والحياة ، ورأى أن له من ماضيه وتراثه ما يبعث على الزهو والفخر والنهوض ، واستعد للمسير فإذا السبل أمامه مختلفة متغايرة ، وإذا السياسيون متعددون متباينون ومتكاسلون ومنافقون - بالمعنى الاجتماعي للمنافق في القاموس السياسي - كل يزعم أن طريقه أسلم عاقبة وأقوم محجة . فسار الغماري حائرا لا يدري أيا منهم يتبع وأي الطرق أحق بالاتباع ، وما يزال حتى الآن متعثرا في خطواته يسير في فجاج لا عداد لها وسط صحراء قاحلة ليس بها منارات ولا صوى . على أن هذه الخطورة السياسية والتنموية والاقتصادية الغمارية ليست بعجيبة في مثل هذا الواقع الغماري اللاسياسي .. فالأمم في بدء نهضتها السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية لا بد من أن تختلف مشاريعها وتتبلبل آراؤها حتى تثبت لها التجارب والبحوث ودغدغة الواقع أقوم المنهاج وأنفعها ، وإنما الأمر المقلق - فظاعة - أن تستمر هذه الفوضى واللامبالاة والضبابية والعشوائية والارتجالية أمدا طويلا دون أن تهتدي هذه الطبقة الغمارية اللاسياسية المفوضة لتسيير الشأن المحلي الغماري إلى النهج الذي يجب أن تسير عليه في تدبيرها للدور المنوط بها في حياتها السياسية بعيدا عن الحسابات الشخصانية الضيقة وخدمة مصالحها الذاتية والعائلية .. في وسط هذا الواقع السياسي الغماري المتعفن يرتفع صوت قوي من أعماق نفوس شابة ومثقفة تدعوا إلى اعتماد هذه الفئة الشبابية المثقفة التي تربط في خريطتها السياسية المبلقنة الماضي بالحاضر واستشراف المستقبل ببعديه القريب والبعيد داعية إلى اتخاذ ربط الواقع الغماري ماضيه بحاضره أساسا لنهضتها وحركتها التجديدية / التقدمية / النهضوية . هذا الصوت القوي الذي بدأ خافتا ضئيلا وما زال يقوى وينتشر - رغم محاربته من لدن القوى الفاسدة المهجرة لهذه الطاقات الشابة الصاعة والواعدة - حتى أصبح بعيد المدى ، قوي الأثر ، هو صوت الشباب الغماري المثقف الحديث ، مما تضمهم رابطة شباب غمارة . وما يدعوا إلى الاهتمام بهذه الحركة - رغم عدم ولاتها بعد - أن القائمين بها شباب نهلوا من معين الثقافة ودرسوا في الجامعات وناضلوا في الحلقيات وتشبعوا بالفكر الثوري داخل الفصائل والمنظمات الطلابية ، إلى جانب الشبيباب الحزبية ، ومن ثم كان حتما لزاما أن تنال هذه الدعوة《تأسيس حركة شبابية غمارية》التي أتقدم بها إلى كل أحرار وحرائر قبائل غمارة المجاهدة حظا كبيرا من التوسع والتفاعل والانتشار .