اهتبال كثير من الإسلاميين بشخصية أردوغان الكرزماتية ، واحتفالهم بتجربته المتميزة والناجحة على كثير من الصُعُد لاحدود له ! لكنهم يتجنبون الخوض في سر هذا النجاح ، لأنه سيضعهم أمام الأسئلة المحرجة التي لاطاقة لكثير منهم بها ، خوفا من سلطة المرجعية الدينية التقليدية ، أو من سلطة الجماهير التصويتية ، بمعنى رفع الصوت الإحتجاحي ، وبمعنى التصويت الإنتخابي. سر قوة أردوغان أنه حسم موقفه منذ البداية وبشكل واضح من العلمانية التي هي ضجيعة الديموقراطية بالضرورة ، الشيئ الذي لّمَّا يفعله الإسلاميون العرب الذين يريدون استعمال الدواء الديموقراطي دون القبول بعوارضه الجانبية، كما هو الشأن مع كل دواء ، أو كمن يريد أن يذهب إلى الجنة دون معاناة سكرات الموت وآلامه كما يقول المثل الأمريكي ! المدخل إلى فهم سر نجاح التجربة الأردوغانية ، أو أي تجربة أخرى تروم الإنخراط في فعل سياسي حقيقي معاصر غير إقصائي ، يتطلب بالضرورة إعادة فتح ملف العلمانية من جديد ، لكن ليس على يد النخبة السياسية الإنتهازية الإقصائية ، أو المناضلين الحركيين المتخندقين جدا ، ولكن بفتح نقاش علمي صريح وقاصد بين مفكرين ومثقفين متحررين من ضغط الإكراهات التاريخية السياسية والجماهيرية .