يجد كل قاصد مركز مولاي عبد السلام ابن مشيش و جماعة تزروت و جبل العلم ، المنطقة التابعة ترابيا لإقليم العرائش صعوبة جمة في الوصول إلى مقصدهم ، بسبب انقطاع الطريق المبتدئة من الزينات في اتجاه مولاي عبدالسلام بسبب رداءة الطريق و تكسر بل و دمار القنطرة الموروثة حسب شهادات عن المستعمر الإسباني ، و لا يجد من يقصد تلك المقامات الشهيرة بجبل العلم سبيلا غير التوجه نحو العرائش أو اتجاهات أخرى أشد وعورة لبلوغ مراميه و الوصول إلى جماعة تزروت و مقام مولاي عبدالسلام بن مشيش ، مما ينعكس سلبا على التنمية المحلية ، و يزيد من عزلة الجماعة و يقلل تماما فرص الشغل و الأسباب المدرة للدخل ، باعتبار المنطقة وجهة مقصودة و مفضلة لدى ملايين الخلائق الذين يفضلونها في مناسبات فصلية و أخرى سنوات ، و يقصدون المكان من حدب و صوب من العالم . إن جماعة تزروت تابعة ترابيا لإقليم العرائش .، و تعرف ببني عروس المنطقة الجبلية الجذابة و تبعد عن مدينة العرائش ب 71 كلم وعن ضريح القطب مولاي عبدالسلام بن مشيش ب 23 لكم، و تمتاز بمناظرها الخلابة الجبلية و بوفرة المياه العذبة و بمزاراتها الكثيرة ، و بسوقها الأسبوعي المصادف ليوم الخميس. و يعتبر المتتبعون للشأن المحلي للجماعات القروية و كذا وسائل الإعلام المنجزة لتحقيقات ميدانية ، أن جماعة تزروت من بين أفقر الجماعات الواقعة شمال المغرب ، إذ لا تتوفر مطلقا عى موارد العيش الكريم و لا على أوراش كبرى تأسست على يد الدولة ، غير الصنائع و الحرف التقليدية الشاقة و المكلفة التي يمتهنها الأهالي من طرز و خياطة و صناعة لبعض المستلزمات المنزلية ، و كذا رعي المواشي و الفلاحة البسيطة ، فضلا عن المورد شبه الأساسي المتعلق بالسياحة الروحية ، التي بفضلها تدور رحى الرواج المحلي عندما يفد على جبل العلم الأعداد الهائلة من الزوار و المتبركين القاصدين القطب الأشهر مولاي عبدالسلام و بني نسله من الأولياء و الأقطاب . و بالتالي فإن العزلة الواقع تحتها السكان حاليا بفعل انقطاع الطريق التي تنطلق من نقطة "الزينات" بين تطوان و شفشاون ، تزيد من تهميش المنطقة و من مضاعفة مظاهر الفقر و العوز و الضعف ، و صعوبة تنقل عامة الساكنة فضلا عما تقاسيه الحوامل و المرضى ، في غياب شبه كلي للجماعة القروية و العمالة و أجهزة الدولة ، المنوط بها التدخل لإنقاذ الساكنة و مراعاة خصوصية المنطقة و تدارك ما يضيع من فرص تنموية حقيقية .