عبر مسلسل "دار الضمانة" التاريخي ، عادت الدراما المغربية بقوة على شاشة القناة الأولى المغربية ، متربعة على العرش ومنافسة للمسلسلات التركية ومصالحة الجمهور مع الإنتاجات المحلية الوطنية. تدور أحداث هذا المسلسل في حقبة زمنية جمعت بين نهاية القرن السابع عشر وبداية الثامن عشر من خلال تاجر ثري من مدينة مكناس التاريخية، ويتنقل ما بين المشرق والمغرب وأوروبا. وفي لحظة غياب هذا التاجر، المتزوج من أربع نساء، تنشأ داخل القصر تحالفات وصراعات بين حريم القصر اللواتي لا يهدأن في نسج المؤامرات للانفراد بالتاجر عند عودته من رحلاته، ما يتسبب في صدامات تناولها السيناريو بطريقة درامية كوميدية لا تخلو من لوحات غنائية، تستلهم الفن التراثي في مدن مكناس وفاس والراشيدية ومراكش في تلك الفترة. ويضم المسلسل، الذي أنتجته شركة "إيماج فاكتوري"، مجموعة من الوجوه الفنية، إذ أسند المخرج علي المجبود الدورين الأساسيين للفنان محمد مفتاح الذي يعود للشاشة المغربية بعد غياب دام 14 عاما عنها، إلى جانب الفنانة زينب الصمايكي التي اشتهرت بتجسيد مجموعة من الأعمال من بينها "ياك حنا جيران" على القناة الثانية و"زينة الحياة" على القناة الأولى. إلى جانب الفنانة فاطمة الزهراء بناصر، والفنانة القديرة نعيمة المشرقي، بأدائها دور الزوجة الأولى للتاجر "الحاج إدريس"، والممثلة حنان زهدي في دور الخادمة ياقوت، والفنان الشاب ربيع القاطي، الذي يؤدي دور أحد أبناء "الحاج إدريس" وكقائد سياسي كبير، بالإضافة إلى كاتب قصة وسيناريو العمل، زكريا لحلو، الذي يتقمّص دور "الطايع" والابن الأكبر ل"الحاج إدريس"، الذي يلازم والده ويدير إلى جانبه أمور تجارته، والتي تعرف تحولات عدة مع تغيّر الأحداث. ويشارك في العمل أيضا الممثل رشيد العدواني في دور "عبد الله" الابن الأصغر ل"الحاج إدريس"، وعلي كرويتي في دور "الغالي"، ابن الباتول، والممثلة ليلى الرحموني في دور "زينب" ابنة الحاج إدريس، وآخرون. تحكي شخصية "الحاج إدريس" مجموعة من الحبكات المرتبطة بالوضع السياسي والاجتماعي والعلاقات الإنسانية المرتبطة بالفضاء الداخلي لبيت هذا التاجر الكبير، حيث تعيش نساؤه وأبناؤه وخدمه. وسيقدم المسلسل للجمهور مجموعة من الموشحات الأندلسية والقصائد المغربية المعروفة والمأخوذة من التراث مصوّرة في ما يشبه "الكليبات" داخل سياق الحكاية، تغنيها شخصية "الباتول" الزوجة الثانية للحاج إدريس والتي تلعب دورها الممثلة فاطمة الزهراء بناصر. ويصورها المسلسل بشخصية مولعة بالموسيقى الأندلسية والعزف على آلة القانون. كما سيتناول المسلسل تجارة الشاي في المغرب، يكتشف معها الجمهور حكاية الشاي الشعبي بوجه جديد. ذلك الشاي الذي كان مقتصرا في تلك الحقبة على طبقة السلطان وحاشيته وكبار الأعيان والشخصيات. وقد صورت معظم مشاهد "دار الضمانة" في الدارالبيضاء، فضلا عن مدينة المحمدية ونواحيها ومدينة برشيد تحقيقا للثراء الجغرافي والتاريخي الوارد في السيناريو.