للتاريخ والمصير لابد من القراءة الجيدة لمعركة الأساتذة المتدربين من يقرأ جيدا معركة الأساتذة المتدربين ويخرج بالاحتجاج من شقه التنظيري إلى معناه العملي في المغرب لما يتخلص من قبضة النضال التقليدي سيقدم خدمة جليلة للوعي النضالي في المستقبل المغربي ؟ هل نفهم من نهايات المعركة خلفية الوعي الجمعي بحتمية الحوار المتوازن للدخول على مستقبل الاستقرار الحقيقي، وهل لفرض هذا الوعي على أرض الواقع لابد من سيرورة احتجاج تماثل درجة صمود هؤلاء الأشاوس أو تفوقها للوصول إلى لحظة اكتمال الوعي المتوازن لقيادة المدخل الاحتماعي للتغيير؟ على النقابات والحكومة، حكومة الظل، أن تدرك أن الفشل الاجتماعي مقدمة كبرى للاحتجاج الكبير الذي لن تعلم نهايته. وليعلم الجميع أن إرادة الشعوب لما تدخل على خط المفاوضات الاجتماعية والسياسية لا تقهرها الاستراتيجيات الاستخباراتية مهما كان حجمها ورجالها. تكرار: من لم يفهم رسائل التمرد التي يعرفها المجتمع المغربي في كل فئاته فليستعد للثورة، وإذا لم تحقق هذه الأخيرة أهدافها سينهار الجميع، وساعتها لا تنهض إلا إرادة الشعوب مهما كان الثمن؛ حيث ستفرز قيادتها الحقيقية ويتوارى خطاب الهذر والكلام القارغ والنخبة المتكلسة. ربما حجب عنا الاستعجال الدرس المصري، وحين تنتهي زوبعة البارود المصنوع في الغرب والمستعمل هنا أو هناك في أرضنا العربية والإسلامية، ستظهر مرة أخرى إرادة الشعوب التي لا تقهر؛ فزمن الوعي بالذات حل وحل معه زمن الأمة.