مدريد – بعد مرور عاصفة (فيلومينا) التي اجتاحت إسبانيا، والتي نتجت عنها تساقطات ثلجية استثنائية لم تشهدها البلاد منذ نصف قرن، بدأت إسبانيا العودة إلى وضعها الطبيعي، وهو الأمر الذي قد يستغرق عدة أيام مع التركيز على ضمان توفير جزء كبير من الخدمات العامة في وسط البلاد. وعلى الرغم من توقف تساقط الثلوج، فإن المناطق الداخلية من البلاد، ومن ضمنها جهة مدريد ستواجه أسبوعا من الصقيع وموجة برد قارس في معظم الجهات التي تتمتع بنظام الحكم الذاتي، حسب توقعات الأرصاد الجوية التي فعلت نشرة إنذارية من اللون الأصفر بسبب الانخفاض المتوقع في درجات الحرارة الدنيا، التي ستتراوح ما بين ناقص 3 و20 درجة مائوية تحت الصفر. وقد دفع هذا الوضع المتردي بمسؤولي العديد من الجهات المستقلة إلى الإعلان عن إغلاق المدارس وكذا المتاحف والمحاكم وبعض المؤسسات الأخرى، مع مطالبة المواطنين بالبقاء في المنازل وعدم استخدام المركبات الخاصة خلال تنقلاتهم الضرورية. كما تمت تعبئة وحدات من الجيش لمساعدة السكان الذين تقطعت بهم السبل وإزالة الثلوج من الطرق ومدرجات المطارات بالعديد من المدن في جميع أنحاء البلاد التي أصيبت بالشلل جراء كميات الثلوج غير المسبوقة التي تساقطت على المناطق التي احتاجتها هذه العاصفة. وقالت مارغريتا روبلس، وزيرة الدفاع الإسبانية "في الوقت الحالي، لدينا نحو 100 شخص يشتغلون بالاعتماد على الجرافات وكاسحات الثلوج، كما وصلت التعزيزات من جميع المناطق التي تتواجد بها قواعد وحدات الطوارئ العسكرية، مشيرة إلى أن القوات الجوية تساهم بدورها في هذا المجهود. وأوضحت مارغريتا روبلس أن 600 من قوات وحدة الطوارئ العسكرية انضمت في مدريد إلى 400 من قوات الجيش الذين يقدمون المساعدة في نقل المرضى، مشيرة إلى أن كثافة الثلوج وتهاطل الأمطار التي تسببت فيها عاصفة (فيلومينا) فاقت بشكل كبير كل توقعات مصالح الأرصاد الجوية الوطنية. من جهته، أكد خوسي مانويل فرانكو، مندوب الحكومة المركزية في مدريد، أنه على الرغم من الجهود المبذولة، فإن جهة مدريد الأكثر تضررا جراء الثلوج المتراكمة وانخفاض درجات الحرارة، "تحتاج إلى وقت أطول من أجل استعادة الوضع الطبيعي"، دون أن يستبعد إغلاق أبواب المدارس في الجهة طيلة الأسبوع الجاري. كما أقر مانويل فرانكو بأن التوقعات الأولوية لهذه العاصفة، كما تم الإعلان عنها في البداية، قد تم تجاوزها، حيث تضاعف سمك وعلو الثلوج التي كانت محددة حسب التوقعات السابقة في 20 سنتمرا بثلاث مرات تقريبا، مضيفا أن قطارات الضواحي قد استأنفت اليوم الاثنين خدماتها في مدريد كما سيتم الافتتاح التدريجي لمطار مدريد في وجه الرحلات الجوية. أما وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا، فلم يستبعد أن يعلن مجلس الوزراء مدريد العاصمة "منطقة منكوبة" تحتاج إلى الدعم والحماية بسبب الأضرار التي سببتها العاصفة الثلجية (فيلومينا). وأكد غراندي مارلاسكا في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام المحلية، أن الأولوية الآن هي التخفيف من الأضرار التي خلفتها هذه العاصفة مع تأمين الخدمات الأساسية والإمدادات العامة، بما في ذلك الخدمات الصحية وتوزيع اللقاحات. وقال "لدينا جميع الوسائل اللازمة للتعامل مع هذا الوضع"، مشددا على أن "أهم شيء الآن هو الحفاظ على مستوى عال من التنسيق والتواصل بين جميع المؤسسات والمصالح التي تساهم في هذه المجهودات والتدخلات". وأوضح أنه تم إنقاذ جميع الأشخاص الذين كانوا عالقين داخل سياراتهم، مضيفا أنه من أصل 11 ألفا و311 من الشاحنات والمركبات المقطورة التي كانت محاصرة وعالقة في مختلف المناطق جراء الثلوج المتراكمة التي أغلقت الطرقات، لم يتبق منها سوى 3000 شاحنة فقط سيتم تحريرها اليوم الاثنين. ويبدو أن الوقت قد حان بعد أن اجتاحت العاصفة الثلجية (فيلومينا) إسبانيا، وتسببت جراء التساقطات الثلجية الاستثنائية التي رافقتها في مقتل أربعة أشخاص على الأقل، مع أضرار واضطرابات على مستوى حركة النقل والسير على الطرق وتعليق الرحلات الجوية والبحرية من أجل ضمان توفير الخدمات الأساسية، وبالتالي استعادة الوضع الطبيعي.