تواصل العاصفة الثلجية ( فيلومينا ) الأكثر عنفا منذ أزيد من 50 عاما التي تجتاح إسبانيا منذ يومين زحفها على مناطق أخرى من الشمال الشرقي للبلاد بعد أن أصابت وسط البلاد بالشلل وأودت بثلاثة أشخاص وخلفت فوضى في عدة جهات ومدن من ضمنها مدريد العاصمة كما تسببت في إغلاق مطار ( باراخاس ) والمئات من الطرق وتعليق حركة سير القطارات والنقل العمومي . وتتوقع مصالح الأرصاد الجوية الإسبانية أن تستمر التساقطات الثلجية على أجزاء أخرى من إسبانيا وإن كانت بكثافة أقل لتفسح المجال للبرد والجليد في الساعات القادمة مستبعدة في الوقت الراهن أي أمل في تحسن الأحوال الجوية على الأقل خلال هذه الليلة واليوم الأحد . وتسببت العاصفة في مقتل شخصين جرفت سيارتهما السيول بين بلديتي ( ميخاس وفوينخيرولا ) التابعة لإقليم مالقة ( جهة الأندلس ) بينما قتل شخص آخر ( 54 عاما ) بعد أن عثرت عليه مصالح الإنقاذ مغمورا وسط الثلوج ب ( ثارثاليخو ) شمال غرب العاصمة مدريد كما أحدثت زخات الثلوج فوضى على مستوى حركة السير والملاحة الجوية والبحرية وأدت إلى إغلاق مطار ( باراخاس ) وتعليق حركة سير القطارات وإلغاء العديد من التظاهرات والمنافسات الرياضية . وأمام هذا الوضع دعا بيدرو سانشيز رئيس الحكومة في تغريدة على ( تويتر ) السكان إلى البقاء في المنازل وتجنب السفر واحترام تعليمات وإرشادات مصلحة خدمات الطوارئ مشددا على ضرورة تكثيف التنسيق بين رؤساء الجهات التي تتمتع بنظام الحكم الذاتي الأكثر تضررا من العاصفة وكذا المسؤولين على مستوى الإقليمي والمحلي لمواجهة تداعيات سوء الأحوال الجوية . وأكد بيدرو سانشيز على ضرورة توخي الحذر في مواجهة هذه العاصفة الثلجية مشيدا بالعمل الكبير الذي تقوم به كل الأجهزة وقوات التدخل ومصالح الطوارئ والوقاية المدنية ووحدات الطوارئ العسكرية من أجل تقديم الدعم والمساعدة للعالقين جراء هذه الأحوال الجوية السيئية وكذا لفك العزلة وإزاحة الثلوج المتراكمة . ومن جانبه أكد فرناندو غراندي مارلاسكا وزير الداخلية الإسباني خلال ندوة صحفية عقدها اليوم السبت أنه " على الرغم من الظروف الجوية الصعبة للغاية جراء التساقطات الثلجية الاستثنائية التي تشهدها إسبانيا فإن عدد الحوادث يظل محدودا نسبيا " وعبر عن أسفه لمقتل ثلاثة أشخاص جراء سوء الأحوال الجوية . ودعا فرناندو غراندي مارلاسكا السكان إلى البقاء في منازلهم وعدم السفر إلا للضرورة مشيرا إلى أنه بعد تساقط الثلوج سيأتي الصقيع وسيصبح الوضع معقدا للغاية . وتسببت عاصفة ( فيلومينا ) في مشاكل كبيرة على مستوى حركة السير على الطرق إذ وإلى حدود عشية اليوم كانت لا تزال هناك بجهة مدريد 133 طريقا مقطوعة أربعة منها من الشبكة الرئيسية ( ثلاثة في طوليدو وواحد في خيرونا وآخر بكوبي ) بالإضافة إلى 20 طريقا رئيسيا آخر فرض تراكم الثلوج على السائقين استخدام سلاسل الإطارات من أجل المرور وهي موزعة على مستوى كامل جهة مدريد . وقالت وزارة الداخلية إن ما يقرب من 20 ألف كلم من 650 طريقا وجسرا تأثرت بالتساقطات الثلجية الكثيفة وعرفت مشاكل كبيرة على مستوى المرور مشيرة إلى أنه تم إجلاء 1500 شخص من داخل السيارات التي حاصرتها الثلوج بالعديد من المناطق كما تمت تعبئة معدات وتجيهزات وكاسحات للثلوج لإزاحة الثلوج التي تراكمت في مختلف الطرق . كما تم تعليق جميع الرحلات الجوية المنطلقة أو القادمة إلى مطار ( باراخاس ) الذي سيظل مغلقا حتى إشعار آخر مع إلغاء جميع رحلات القطارات المنطلقة أو القادمة إلى مدريد . وتتوقع مصالح الأرصاد الجوية أن تصل تأثيرات هذه العاصمة الثلجية يوم غد الأحد إلى جهات كتالونيا وأراغون وفالنسيا حيث تم الإبقاء على حالة التأهب القصوى من المستوى الأحمر بهذه المناطق التي يتوقع أن تشهد تساقطات ثلجية كثيفة سيصل علوها إلى 20 سنتمتر خلال 24 ساعة خاصة بالمناطق المرتفعة عن مستوى سطح البحر بما بين 300 و 800 متر . واعتبر العديد من المراقبين والخبراء أن التساقطات الثلجية الاستثنائية التي نتجت عن عاصفة ( فيلومينا ) لم تشهدها إسبانيا منذ عام 1971 ما خلف أضرارا وحوادث متعددة لكن أيضا لقطات وصور غير مألوفة لأشخاص يمارسون رياضة التزلج في بعض الشوارع الرئيسية مثل ( باسيو دي لاكاستيانا ) وسط مدريد .