تعمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم العرائش، في مرحلتها الثالثة، على تعزيز الإدماج الاقتصادي للشباب، باعتبار ذلك رافعة حقيقية للتنمية بالمنطقة. وقد تم إحداث عدد من المشاريع في إطار برنامج "تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب"، على غرار منصة الشباب للإدماج الاقتصادي وفضاء ريادة الأعمال ودعم الحس المقاولاتي لدى الشباب، وهو ما يجسد الاهتمام الذي يحظى به هذا المحور المهم. وأشارت رئيسة مصلحة تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، بقسم العمل الاجتماعي بعمالة العرائش، التهاد الشريفة لوبنة، أن المنصة، التي تطلب إنجازها غلافا ماليا بقيمة تصل إلى 5 ملايين درهم، تضم فضاء مخصصا لاستقبال وتوجيه الشباب ومواكبتهم. وأضافت التهاد شريفة لوبنة أن المنصة، التي أحدثت في إطار شراكة بين اللجنة الجهوية بالعرائش وجمعية "إيكوديل" للتنمية المنصفة، تهدف إلى المساهمة في الرفع من قابلية تشغيل الشباب بالإقليم، وتوجيه الشباب نحو التكوينات الملائمة لسوق الشغل بهدف تسهيل إدماجهم المهني، ودعم مبادرات إحداث المقاولات الذاتية والأنشطة المدرة للدخل. وتابعت أنه بإشراف من عدد من الخبراء في المجال، تسهر المنصة على العمل على عدة محاور ترتبط بتشغيل الشباب والعمل الحر في إطار المقاولة الذاتية، لافتة إلى أن هذه الجهود أسفرت، إلى غاية اليوم، عن الإدماج الناجح ل 229 شابا في سوق الشغل، كما استفاد 353 شابا من التكوينات المقدمة في مختلف الشعب، إلى جانب تحسيس 269 شابا حول مسطرة إحداث المقاولات. من جهته، اعتبر مدير المنصة، عبد الحق عريش، أن هذه المنشأة قدمت مجموعة من الخدمات المتعلقة باستقبال وتوجيه الشباب والتكوين المهني والإدماج المهني والتشغيل الذاتي، إلى جانب كونها حاضنة للمقاولات الذاتية. كما توقف عند أهمية تحسين مهارات الشباب في مختلف الشعب للرفع من قابليتهم للتشغيل، لافتا الى أن الشباب حاملي المشاريع يستفيدون أيضا، عبر المنصة، من فترة احتضان يتم خلالها وضع رهن إشارتهم عتادا معلوماتيا وأجهزة تواصل، إلى جانب استفادتهم من دعم تقني في مختلف المجالات. وبإمكان الشباب حاملي المشاريع بالإقليم الاستفادة من فضاء ريادة الأعمال ودعم الحس المقاولاتي لدى الشباب، والذي أحدث بالعرائش في إطار شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومؤسسة البحث والتطوير والابتكار في العلوم والهندسة. ويندرج الفضاء أيضا في إطار تفعيل برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب من خلال اعتماد مقاربة جديدة ومبتكرة، خاصة عبر المحور المتعلق بتنمية الحس المقاولاتي لدى الشباب. ويكمن الهدف الأساسي من هذا الفضاء في تشجيع وتطوير ريادة الأعمال لدى الشباب من خلال توفير خدمات الدعم التقني والمساعدة والمواكبة قبل وخلال وبعد إحداث مقاولاتهم، وذلك من أجل ضمان استدامة مشاريعهم، وفق ما صرحت به السيدة التهاد الشريفة لوبنة، معتبرة أن تفعيل هذا المحور سيتواصل طيلة الفترة بين 2020 و 2022 في أفق استفادة 460 شابا من المواكبة القبلية و 138 آخرين من المواكبة البعدية. في هذا الصدد، تنظم مؤسسة البحث والتنمية والابتكار في العلوم والهندسة، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، برنامج قوافل تحسيسية إقليمية تحت شعار "المغرب ابتكار"، والتي تمنح للشباب حاملي المشاريع الفرصة للتعبير عن مؤهلاتهم أمام لجنة من الخبراء المغاربة، والاستفادة من استشارة ذوي الخبرة وإثارة اهتمام المستثمرين إلى جانب التعبير عن أفكارهم في مستوى أرقى يتيح لهم إحداث مقاولاتهم الخاصة. وتعتبر هذه القوافل، المفتوحة أمام كل الأشخاص حاملي الأفكار والمبادرات والمنتجات والخدمات ذات طبيعة تقنية أو مبتكرة تستجيب لتحد اجتماعي أو إشكالية متعلقة بالتنمية المستدامة او الولوج إلى خدمة في مختلف المجالات، مناسبة للالتقاء مع الشباب حاملي المشاريع والأفكار. وتجسد مختلف هذه المبادرات الالتزام المتواصل للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة الإدماج الاقتصادي للشباب من خلال مقاربة طموحة تضمن، بالأساس، مواكبة المقاولين وحاملي المشاريع خاصة من الفئات الهشة، إلى جانب تقديم دعم مالي للشباب.