قال أحمد عصيد، إن ظاهرة اختطاف الأطفال بغرض اغتصابهم ظاهرة ما فتئت تتزايد في الآونة الأخيرة، والصواب هو التفكير الجدّي في سبل الحدّ منها، مؤكدا أن المواطنين الذين تسابقوا في التعبير عن رغبتهم في قتل المجرم والتمثيل بجثته في الفضاء العام، فهم لا يقلون وحشية عن الوحش الذي يريدون الثأر منه. وأضاف عصيد، في تدوينة على صفحته الرسمية، أن "المجتمع ليس من مهامه نصب المشانق وإصدار الأحكام، بل هي مهمة القضاء، وإذا كان المغرب ما زال من الدول التي تقر حكم الإعدام (بدون أن تنفذه)، فقد آن الأوان لفتح نقاش أكثر جدية في هذا الموضوع، وكذا حول ظاهرة العنف ضد الأطفال، وعلى الذين يتعجلون حكم الإعدام أن يعلموا بأن أكثر الدول تنفيذا له مثل إيران والصين والولايات المتحدة هي التي ما زالت تعرف أكبر نسب انتشار الجرائم الفظيعة، وهذا معناه أن الذين يطالبون بهذا الحكم لا يقصدون أكثر من التنفيس عن مقدار الغيظ والعنف الكامن في دواخلهم، والذي ليس حلا للمشكل الذي نواجهه". وتابع المتحدث ذاته، أن "اغتيال براءة طفل وحرمانه من حقه في الحياة جريمة نكراء في غاية البشاعة، واستنكار الجميع لها أمر طبيعي، وتعبئتنا من أجل ألا يتكرر هذا واجب وطني للدولة والمجتمع.لكن بالمقابل إلحاح البعض على عقوبة الإعدام تحديدا يظهر مقدار رغبتهم في الانتقام والثأر عوض معاقبة المجرم". في حين عبرت إحدى المعلقات عن رفضها لطرح أحمد عصيد، قائلة: "حق الحياة من أسمى الحقوق وعندما يتم سلب هذا الحق بأبشع الطرق وانتهاك حرمة الجسد بالاختطاف والاغتصاب فهنا يجب يجب القصاص وبالإعدام لأن بعض البشر لايستحقون لأن يكونوا على وجه الأرض". حسن الشطيبي، رد على عصيد كذلك بالقول: "تتبجح بالحرية وحين يعبر المواطن بحرية تنصب نفسك وصيا عليه، من أنت في خلق الله حتى تصبح وصيا على حرية تعبير المواطن؟ دعوا الناس تعبر عما تشاء وكيفما تشاء. أذكرك أن مهمة الباحث هو التحليل وليس أن يكون وصيا على ما يقول الناس.