فاز رئيس الوزراء الاشتراكي الإسباني بيدرو سانشيز الأحد في الانتخابات التشريعية لكن من دون أن يحقق غالبية مطلقة، في وقت يستعد اليمين المتطرف للدخول إلى البرلمان بحسب النتائج الجزئية. وبعد فرز أكثر من 60% من الأصوات، حصل حزب سانشيز الاشتراكي على 29,45% من الأصوات وعلى 124 نائباً، أي أكثر بكثير من النتائج التي حققها في انتخابات عام 2016، لكنه ما زال بعيداً من الغالبية المطلقة (176 من 350 نائباً)، وسيُجبر بالتالي على بناء تحالفات مع أحزاب أخرى للتمكّن من الحكم. أمّا حزب فوكس اليميني المتطرّف فحصل على 23 مقعدًا وفق النتائج الجزئية. وأقبل الناخبون الإسبان بكثافة الأحد على التّصويت في الانتخابات التشريعية. وكانت استطلاعات للرأي أجريت قبل أيّام عدّة من الاقتراع وبُثّت نتائجها مع غلق مكاتب التصويت عند الساعة 20,00 (18,00 ت غ)، قد أشارت إلى توقّع فوز سانشيز لكن من دون حصوله على الغالبيّة المطلقة. وفي الجهة المقابلة، توقّعت الاستطلاعات أن يكون الحزب الشعبي وحزب المواطنة (ليبرالي) بعيدين عن الأغلبية حتّى لو تحالفا مع حزب فوكس. وبالتالي قد يؤدي الاقتراع الى فترة عدم استقرار جديدة في تواصل للمشهد السياسي في إسبانيا منذ نهاية الاستقطاب بين الاشتراكيين والمحافظين في 2015، حيث بات المشهد متشرذمًا تميّزه الانقسامات التي فاقمتها محاولة دعاة الاستقلال في كاتالونيا الانفصال عن المملكة. وحزب فوكس (يمين متطرف) الذي كان غير معروف تقريبا حتى تحقيقه اختراقا في برلمان الاندلس السنة الماضية، أعاد للساحة اقصى اليمين في المملكة الاسبانية بعد أن كان شبه غائب منذ وفاة فرنكو في 1975. – مشاركة قياسية- وفي الساعة 18,00 (16,00 ت غ) وقبل ساعتين من غلق مكاتب الاقتراع، بلغت نسبة المشاركة 60,75 بالمئة أي بزيادة 9,5 نقاط عن آخر انتخابات تشريعية في 2016، بحسب السلطات. وسجل ارتفاع كبير في المشاركة في كاتالونيا (زيادة بنحو 18 نقطة). وحذر سانشيز الذي تولى رئاسة الحكومة في يونيو على أثر مذكرة بحجب الثقة عن المحافظ ماريانو راخوي (الحزب الشعبي)، من موجة لليمين القومي. وقال إن “هناك احتمالا واقعيا” أن يكون أداء حزب “فوكس” المدعوم أوروبيا خصوصا من الجبهة الوطنية في فرنسا وحزب الرابطة في ايطاليا، أفضل. في مدريد، يشير عامل البناء المتقاعد كارلوس غونزالس إلى أنّه صوّت للاشتراكيين، وهو “خيار معتدل” كما قال. وأضاف “فوكس يعود إلى الوراء، إلى الماضي. هذا ليس المستقبل، المستقبل يكمن في أوروبا موحّدة”. لكن دولوروس بالومو (48 عاما) التي صوتت قرب برشلونة (كاتالونيا) لحزب المواطنة ترفض “سياسة التخويف” من اليمين المتشدد التي يتبعها سانشيز. وتأمل في قيام تحالف بين احزاب اليمين الثلاثة معتبرة ان حزبي المواطنة والحزب الشعبي سيضمنان ان لا يكون التحالف تحت هيمنة “أقصى اليمين المتطرف”. من جهته قال فالانتينو لوبيز في فالنسيا إنه صوت لفوكس لأنّ “هذا البلد يحتاج تغييراً عميقاً”، نافياً أن يكون “فاشيّاً”. وتنامى حضور فوكس ذي الخطاب المتشدّد المناهض لحقوق المرأة والمهاجرين، خصوصاً عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بتبنّيه موقفاً متشدداً من دعاة الاستقلال في كاتالونيا. – مشاورات مكثفة – تبقى كاتالونيا التي كانت مسرحاً لأسوأ أزمة سياسية تشهدها إسبانيا في غضون أكثر من أربعين عاماً، مركز اللعبة السياسية. وقام اليمين واليمين المتشدد بحملة شرسة ضدّ سانشيز الذي وُصف بأنّه “خائن” لوصوله إلى السلطة بفضل اصوات الانفصاليين الكاتالونيين بالأخص. وعوّل سانشيز على دعم اليسار الراديكالي في حزب “بوديموس” (نستطيع) الذي يواجه صعوبات، وأحزاب المناطق أي من حيث المبدأ الانفصاليين الكاتالونيين.