قبل أسابيع قليلة من إنطلاق عملية مرحبا، لاستقبال المغاربة المقيمين بأرض المهجر، يتابع المهتمون بالملاحة البحرية، الوضعية التي يعاني منها القطاع ومدى استعداد البواخر الممثلة للمملكة المغربية بالأخص لمرور العملية التي يشرف عليها الملك محمد السادس في أحسن حال. وحسب مصادر مسؤولة، فإن عملية مرحبا لسنة 2019 مهددة بالعديد من المشاكل بسبب تعطل العديد من بواخر شركة “انتر شيبين” التي تتوفر على رخصتين لنقل المسافرين من ميناء طنجة وطريفة الإسبانية، وكذا رخصة لنقل المسافرين من ميناء طنجة المتوسط، الأمر الذي يهدد السير العادي لعملية العبور، جراء هذه المشاكل التي تعاني منها الشركة المذكورة. وأضاف المصدر ذاته، أن شركة انتر شيبين تعاني بواخرها بمشاكل متعددة أولها توقف باخرة “ميد ستار” التي تربط ميناء طنجة المتوسط بمنياء الجزيرة الخضراء، بسبب مشاكل تقنية تتكرر العديد من المرات في الشهر، آخرها هذا الأسبوع، مما ينذر بمشاكل كبيرة خلال الفترة، اذا لم تقوم الجهات المسؤولة على رأسهم وزارة النقل واللوجستيك والماء بالواجب تجاه هذه الشركة. وأكد المصدر المسؤول، أن مشاكل “انتر شيبين” لا تقتصر على الميناء المتوسطي فقط، بل حتى في ميناء طنجةالمدينة التي قامت المحكمة بالحجز التحفظي منذ أسابيع على الباخرة السريعة “البراق” بسبب ديون على عاتق الشركة المذكورة، مشيرا إلى أن مسؤول الشركة حاول استخدام باخرة سريعة (( DETROIT JET التي كانت مركونة في ميناء قادس، وذلك من أجل تعويض البراق الموقوفة، إلا أن السلطات المغربية منعت تحركها بسبب مشاكل تقنية. وأضاف المصدر ذاته، أن المسؤولين عن الملاحة البحرية بوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك، عليهم تحمل مسؤوليتهم تجاه هذا الأمر الذي يتكرر كل شهر تقريبا، مؤكدا إلى أن الحال اذا استمر على ما هو عليه ،سيتفاقم خلال الأشهر القليلة القادمة التي تعرف ذروة في استقبال المهاجرين المغاربة، ويصل إلى ما لا يحمد عقباه، مشيرا إلى أن استمرار توقف هذه الباخرة يعد ضربا خطيرا للمصالح الوطنية المغربية، الأمر الذي سيؤثر على تنافسية الأسطول المغربي أمام الأساطيل الأجنبية التي تجني الملايير من الدراهم، من خلال الاستثمارات في هذا القطاع والحزم في تطبيق القانون. وأكد المصدر ذاته، أن قطاع الملاحة البحرية يجب أن يكون من أولويات الحكومة لما يكتسيه من أهمية استراتيجية ، الأمر الذي يتوجب على المسؤولين أن يتخذوا القرارات الصحيحة من أجل إعادة الأمور لمجاريها وفتح باب الاستثمار في هذا القطاع للراغبين في دخول هذا الغمار، وذلك من أجل تشريف الراية المغربية التي ترفع على هذه البواخر كممثلة للدولة المغربية. يشار إلى أن بواخر الشركة المذكورة سبق أن أوقفت من طرف سلطات المراقبة المينائية بميناء طريفة الإسباني التي تربط بين المدينة الإسبانية ومدينة طنجة المغربية، بسبب المشاكل المتعلقة بالسلامة الداخلية للسفينة حيث دفعت السلطات الاسبانية إلى توقيف السفينة ومنعها من الإبحار، بعد اكتشاف عشرات الأعطاب يمكن لها أن تؤدي بعضها إلى عواقب وخيمة في حال محاولة عبور المضيق. وأثار توقيف السلطات الاسبانية للسفينة عن العمل تساؤلات حول مدى نجاعة الاجراءات المماثلة التي تقوم بها السلطات المينائية في طنجة، والمسؤولية التي تتحملها وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء في ضمان سلامة المسافرين على متن تلك السفن، وكذا الجهات المعنية بالمراقبة بإقليم طنجة.