ضيعت شركة للملاحة المغربية رحلات عشرات المسافرين الذين حجزوا تذاكرهم على متن باخرتين تابعتين لشركة “أنتر شيبينغ”، الأحد الماضي، وذلك بعدما حجزت السلطات الإسبانية إحدى بواخرها السريعة في ميناء طريفة، حيث تبين بعد إخضاعها للمراقبة التقنية عدم توفرها على الشروط الضرورية في السلامة البحرية. كما منعت سلطات ميناء طريفة باخرة ثانية تربط نفس الخط البحري من الرسو بعد وصولها للضفة الأوروبية، وذلك بعد ساعة من الإبحار انطلاقا من ميناء طنجةالمدينة. وفي الوقت الذي لم يصدر أي بلاغ توضيحي عن شركة الملاحة البحرية “أنتر شيبينغ”، بخصوص عودة الباخرة أدراجها وهي محملة بالمسافرين من حيث انطلقت بهم، أفادت مصادر مهنية عليمة أن احتجاز السلطات الإسبانية للباخرة الأولى في ميناء طريفة ومنعها من المغادرة، واعتراض رسو الباخرة الثانية وإجبارها العودة براكبيها إلى المغرب، مرده إلى عدم احترام الشركة المذكورة معايير السلامة المهنية. واضطر عشرات المسافرين إلى تجشم عناء السفر مرتين، بعدما عادت بهم الباخرة المسماة “البراق” التي كانت انطلقت في الساعة العاشرة من صباح الأحد، إلى ميناء طنجةالمدينة، ليجدوا أنفسهم مرغمين على انتظار رحلة أخرى على متن باخرة تابعة لشركة ملاحية منافسة، وفي الأثناء صب المسافرون جام غضبهم على مسؤولي الشركة متهمين إياها ب “اللامسؤولية”. في التفاصيل، فإن السلطات الإسبانية احتجزت الباخرة الأولى التي انطلقت من طنجة في الساعة الثامنة من صباح الأحد، بعدما تبين عدم صلاحيتها للإبحار، وهو ما أدى إلى منع دخول الباخرة الثانية بعد ساعتين من ذلك لنفس السبب، والمتمثل بحسب مصادر مطلعة، في إبحار الباخرتين بمحركين فقط عوض أربع محركات، كما تنص على ذلك بنود الاستغلال في دفتر تحملات القطاع، وهو ما عرض سلامة الركاب للخطر، خاصة وأن أجواء الطقس في ذلك اليوم كانت متقلبة بسبب رياح بحرية قوية. كما أضافت نفس المصادر أن الباخرة التي اعترضتها السلطات الإسبانية المسجلة تحت اسم «ماريا دو لوريس»، مستأجرة من لدن شركة أنتر شيبينغ منذ عام 2012، مما يعني أن الشركة ملزمة من الناحية القانونية بشرائها بعد مدة أربع سنوات وهو ما لم يتم، مما يجعل رحلاتها البحرية تنطلق في إطار خرق للقانون. من جهة أخرى، أفادت مصادر “أخبار اليوم”، أنها ليست هذه المرة الأولى التي تعترض فيها السلطات الإسبانية على وسائل النقل البحرية التابعة لشركة الملاحة “أنتر شيبينغ”، والتي تمتلك أسطولا مكونا من باخرتين سريعتين تربطان طنجةالمدينة بميناء طريفة، وسفينة واحدة تربط الميناء المتوسطي بالجزيرة الخضراء. فقد سبق إيقاف الباخرة المسماة “البراق” عدة مرات من قبل، بسبب مشاكل قانونية وميكانيكية وعيوب تقنية، مما أدى في كل مرة إلى اضطرابات في حركية النقل بين الضفتين المتوسطيتين، وإلى العبث بمواعيد المسافرين المغاربة والأجانب على حد سواء. كما سبق لشركة “أنتر شبينيغ”، إيقاف باخرتها المسماة “ميد سطار” خلال موسم العبور الماضي “مرحبا 2018″، بعدما فرضت عليها السلطات الاسبانية حل مشاكلها التقنية، وإصلاح الأعطاب التي سبق أن لحقت بمحركاتها، واحترام مواصفات العمل بها، قبل السماح لها باستئناف رحلاتها على الخط البحري الرابط بين ميناءي طنجة المتوسط والجزيرة الخضراء. في سياق متصل، نبهت مصادر مهنية إلى أن تعثر أسطول النقل البحري المغربي بشكل متكرر، يحول دون منافستها للشركات الملاحية الإسبانية المسيطرة على الخط البحري، طنجة المتوسط وميناء الجزيرة الخضراء، كما أنه يؤثر بشكل سلبي جدا على حركية نقل البضائع، كما تتسبب في إلحاق أضرار بمعاملات التجارة الخارجية وخسائر بالملايين لشركات شاحنات النقل الدولي. وأضافت المصادر نفسها، أن هذا الارتباك والتعثر يتسبب أيضا في الإضرار بسمعة شركات الملاحة البحرية المرخصة لها في المغرب، ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول صمت الحكومة والجهات المسؤولة في مديرية الملاحة بوزارة النقل، ودعا مهنيون في قطاع الملاحة البحرية الحكومة إلى اتخاذ قرارات صارمة لوقف عجز الشركتين المغربيتين عن توفير حجم أسطول كاف، والعمل على فتح باب الاستثمار أمام الراغبين في ولوج هذا القطاع الحيوي بالنسبة للمملكة.