يختار“بيت الصحافة” هذه المرة أن ينهي سنته الثقافية والإعلامية بالتسامي عاليا عبر ملاحقة القصيدة العربية في أقصى عنفوانها. لن تكون إذن سوى قصيدة محمود درويش، التي أنهى فيها عمره ولم تنهي هي عمرها. تلك القصيدة التي شدت الذوق العربي إليها وشدت خياله وأفقه الدلالي. يوم الجمعة 28 دجنبر 2018 سيشعل “بيت الصحافة” ليله كاملا. سيشعله بالاستعارات والإيقاعات والمدلولات والأيقونات، سيشعله بالفرح أيضا، وسيردد الجميع بصوت واحد… شعراء ونقاد وتشكيليون وموسيقون،…سيرددون مع هايدرلين…”وما تبقى يؤسسه الشعراء“. “بيت الصحافة” بمدينة طنجة سينهي سنة وسيبدأ قصيدة على صدى غياب فارسها الأقصى. سيستنجد بحواسه كلها….سيحتفل بالعين والأذن وبالنبض، فقط كي يقول للعالم… سنقيم الليل كله كي نعظم هشاشة العالم…كي نسكت صوت الأحقاد والضغائن ونعلي صوت الحب…نعلي صوت السلام. يوم الجمعة 28 دجنبر 2018 ستحضر القصيدة المغربية بتنوع جغرافياتها وحساسياتها وأعمارها في “بيت الصحافة” بطنجة العالية وستصدح هي أيضا عالية…ستسمعنا لغاتها وألحانها وأحلامها وآمالها، ستسمعنا ما تفكر فيه وما لا تفكر فيها. ليل بكامل تدفقه سيحتضن وفاءنا لمحمود درويش وقصيدته، وسيحتضن عهدنا له بأن نكمل مشواره مرددين بصوت كورالي….القصيدة لا تنتهي….وأنت القصيدة يا محمود.