تنفرد قبيلة "بني عروس" التابعة لإقليم العرائش، بتنظيم مهرجان دولي لفروسية "ماطا"، الذي تشرف على تنظيمه "الجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي" بشراكة مع "المهرجان الدولي للتنوع الثقافي لليونيسكو". ووصلت هذه التظاهرة دورتها الثامنة التي ستنظم أيام 11 و 12 و 13 ماي الجاري، بمدشر "أزنيد" جماعة أربعاء عياشة، تحت شعار "ماطا، تراث حضاري، منوال للتنمية الاقتصادية". وبلغة الأرقام أصبح مهرجان "ماطا" يستقطب آلاف الزوار، وصلت خلال الدورة السابقة حوالي 150 ألف زائرا جاؤوا لاكتشاف تقاليد تراث الفروسية الذي تتميز به المنطقة، وجذبت الدورة السابقة مشاركة 220 فارسا من مختلف القبائل، كما سجلت مشاركة حوالي 50 تعاونية. *"ماطا" مساهمة في الدينامية السياحية والثقافية في هذا الصدد قال نبيل بركة مدير المهرجان، ان هواة الفروسية وعشاق الطبيعة والتراث التقليدي للمنطقة لهم موعد للاستمتاع بالعروض الثقافية والرياضية التي ستقدم، والتي تروم بالأساس، التعريف بالتراث الثقافي المتجذر في القدم، الذي تجسده فروسية "عروس ماطا". وأضاف في حديث صحفي أن المهرجان هو محاولة "لإحياء الموروث الحضاري المغربي الأصيل والحفاظ عليه وصيانته بما يمثله من قيم وطنية ومن تضامن اجتماعي، والمساهمة في الدينامية السياحية والثقافية والاجتماعية ودعم التنمية البشرية". وأشار المتحدث إلى "أن الدورات السابقة أثارت إليها الأنظار من كل أقطاب العالم بمشاركة نوعية خاصة من الفرسان وإتقانهم الكبير لهذه اللعبة الشعبية، التي تستقطب اهتمام المغاربة كما الأجانب". وقال مدير المهرجان ان دورة هذه السنة، ستكون في المستوى المطلوب ببرنامج احتفالي متميز وحضور وازن لشخصيات عالمية تنتمي لعالم الفن والمال والأعمال والسياسة، مشيرا إلى أن الرهان هذه السنة على جلب أكبر عدد من الجمهور ، للتعرف عن قرب على التقاليد العريقة للمنطقة والاطلاع على مكونات التراث المحلي، الذي يحمل أبعادا ثقافية وفنية وروحية. *"ماطا" منافسة يزاولها فرسان جبالة وحسب الجهة المنظمة فإن "ماطا" تعد كما يعرفها ويزاولها فرسان "جبالة" منافسة شرفية يتم خلالها التنافس على دمية "ماطا"، وإعادتها لقريتها، وتبقى الخطة المحكمة والخداع والقوة والثباث خصائص مهمة لتحقيق الفوز في هذه المنافسة . وتحرص قبائل "بني عروس" على هذا التقليد، كما تحرص على تطبيق قواعد هذه اللعبة بدقة عالية، فبعد غربلة حقول القمح بقرية أزنيد أولا، وبحقول أخرى بعد ذلك تقول وثيقة تعريفية، ترافق الفتيات والنساء هذه العملية بالزغاريد والأناشيد على صوت الغيطة والطبول التي تعرف بها المنطقة، وهن نفس النسوة اللاتي يصنعن من القصب والثوب، الدمية التي سيتنافس عليها الفرسان الشجعان لمنطقة جبالة، باعتبارها منطقة معروفة بثقافة تربية الأحصنة وتدريبها، ويرتدي الفرسان الذين يشاركون في لعبة "ماطا"، جلاليب وعمامات تقليدية، ووفقا للتقاليد، فإن الفائز في هذه اللعبة اذا أبان عن مهارته وشجاعته، يأخذ الدمية ويذهب بها بعيدا، ويكافأ الفائز على فوزه بتزويجه بالفتاة الأكثر جمالا في القبيلة. ويسعى المهرجان من خلال هذه اللعبة، إلى التعريف بالتراث الثقافي الاصيل ، والذي تجسده فروسية "عروس ماطا"، كتظاهرة تنفرد بها قبيلة بني عروس على الصعيد الوطني. كما يسعى المهرجان حسب الجهة المنظمة، "إلى إحياء الموروث الحضاري المغربي الاصيل والحفاظ عليه وصيانته ليمتد اشعاعه من المحلي والجهوي إلى الوطني والدولي كرأسمال لامادي وما يمثله من قيم وطنية ومن تضامن اجتماعي، وكذا للمساهمة في الدينامية السياحية والثقافية والاجتماعية ودعم التنمية البشرية". *أنشطة موازية ويحتوي برنامج المهرجان لدورة هذه السنة والتي ستشارك فيها وفود تمثل الأقاليم الجنوبية للمغرب لتجسيد قيم الوحدة والروابط الثابتة بين شمال وجنوب المملكة، ووفد أجنبية من مختلف دول العالم ، إلى جانب لعبة الماطا على عروض في الفروسية التقليدية ، ومعرض للمنتوجات المجالية وأمسيات في فن السماع الصوفي والفلكلور الموسيقي المحلي. كما سيعرف المهرجان "ندوات علمية ستلامس قضايا ثقافية تعكس التنوع الثقافي والروافد الحضارية التي يزخر بها المغرب وخاصة شمال افريقيا شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة) * انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة) *