اختتمت اليوم الاحد 20 ماي الجاري بمدشر زنيد بجماعة أربعاء عياشة (إقليمالعرائش)، على فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الدولي لفروسية "ماطا"، بفرجة فروسية تراثية فريدة. وتميز الحفل الاختتامي لهذه التظاهرة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحت إشراف الجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي،و بشراكة مع المهرجان الدولي للتنوع الثقافي لليونيسكو،،بتنافس حوالي 200 فارسا يمثلون فرقا مختلفة من مداشر المنطقة للاستفراد بدمية خاصة "العروسة" وحملها إلى أبعد نقطة من فضاء المنافسة. وتقوم قواعد المنافسة الرياضية التقليدية الشعبية "ماطا"، كتظاهرة تجمع بين الفرجة والتسلية تنفرد بها قبيلة بني عروس على الصعيد الوطني وترتبط بفترة الحصاد، على تصارع الفرسان، الممتطين لجياد غير مسرجة، من أجل الحصول على عروسة "ماطا" وما ترمز إليه من قيم العفة والتماسك العائلي. ووفق قواعد يتم في بداية المنافسة اختيار ثلاث نساء لهن دراية بصنع دمية "ماطا" وتزيينها لتسلم لأحد شباب مدشر زنيد الذي يمتاز بالشجاعة والتجربة ومهارات فروسية خاصة وجواد قوي قادر على التحمل والجري في الأرض المنبسطة والتضاريس الوعرة، شريطة المحافظة عليها خلال المنافسة الرياضية، التي تجري في الهواء الطلق، ويسعى الفارس المختار إلى الحيلولة دون سقوط الدمية في يد منافسيه من المداشر المجاورة وفق العادة المتوارثة. وتميزت التظاهرة الرياضية المتوجة للمهرجان، التي حضرها الكاتب العام لعمالة العرائش، وممثلو السلطات المحلية .وبرفقة وفد اجنبي رفيع المستوى، وجمهور عريض من ضيوف المهرجان، بمنافسة شديدة بين فرسان القبائل للظفر بالدمية وبالتالي إحراز اللقب الشرفي للمنافسة كلعبة روحية تحمل قيم التنافس الشريف والتضامن. وقال مدير مهرجان "ماطا" نبيل بركة، في تصريح صحفي ، إن الدورة السابعة أثارت إليها الأنظار هذه السنة بمشاركة نوعية خاصة من الفرسان وإتقانهم الكبير لهذه اللعبة الشعبية، التي تستقطب اهتمام المغاربة كما الأجانب، مشيرا إلى أن هواة الفروسية وعشاق الطبيعة والتراث التقليدي للمنطقة تمتعوا كثيرا بالعروض الثقافية والرياضية المقدمة، التي تروم، بالأساس، التعريف بالتراث الثقافي المتجذر في القدم، الذي تجسده فروسية "عروس ماطا"، وإحياء الموروث الحضاري المغربي الأصيل والحفاظ عليه وصيانته بما يمثله من قيم وطنية ومن تضامن اجتماعي، والمساهمة في الدينامية السياحية والثقافية والاجتماعية ودعم التنمية البشرية. وأضاف مدير المهرجان أن دورة هذه السنة، التي انطلقت يوم الجمعة الماضي، عرفت حضور أزيد من 100 ألف شخص للتعرف عن قرب على التقاليد العريقة للمنطقة والاطلاع على مكنونات التراث المحلي، الذي يحمل أبعادا ثقافية وفنية وروحية. واشتمل برنامج المهرجان، الذي شاركت فيه وفود اجنبية من مختلف الجنسيات .ووفود تمثل الأقاليم الجنوبية للمملكة لتجسيد قيم الوحدة والروابط الثابتة بين شمال وجنوب الوطن، على سهرات فنية كبرى احياها الفنان الشعبي حميد المرضي ومنير ازرو .والديدجي الشهير بيد فلور.اضافة الى الكوميدي الطنجاوي ميميح.ناهيك عن فولكلور موسيقي محلي، إضافة إلى أنشطة اخرى موازية متنوعة. كما احتضن المهرجان عرضا خاصا للمنتوجات المجالية والصناعة التقليدية مثلت 40 تعاونية وجمعية من مختلف مناطق المغرب، منها جهة طنجةتطوان والعيون بوجدور الساقية الحمراء وكلميم السمارة، ومنحت للمشاركين بالمناسبة شواهد تقديرية تكريما لهم على اجتهادهم وعطائهم المتواصل للحفاظ على المنتوجات الحرفية اليدوية المغربية. وبدوره أبرز السيد عبد الهادي بركة نقيب الشرفاء العلميين،بالمناسبة، الدور الذي يضطلع به المهرجان للحفاظ على الذاكرة الجماعية الوطنية وقيم التضامن والشجاعة والمساهمة في الدفاع عن الثوابت الوطنية والمحافظة على الرأسمال المادي وغير المادي للمنطقة الشمالية، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقية تهدف إلى تعزيز التعاون في الحفاظ على التراث التقليدي المتوارث في أبعاده التربوية والثقافية والسياحية.