أعلن منظمو المهرجان الوطني للقرآن الكريم في نسخته الثانية ، الذي نظمته جمعية الفرقان للعناية بالقرآن الكريم وتدريس علومه بوزان ، نجاح النسخة الثانية من المهرجان. واستطاع المنظمون أن يجعلوا من مدينتهم محجا ومزارا لمشاهر المشايخ والقراء والعلماء والباحثين والمهتمين بالدراسات القرآنية على صعيد المملكة طيلة ثلاثة أيام 29 ، 30 شتنبر، والفاتح من أكتوبر 2017. وقد عرف اليوم الأول من هذا الملتقى تنظيم الإقصائيات بين المشاركين والمشاركات في المسابقات القرآنية في الحفظ والتجويد على الصعيد الوطني والإقليمي والمحلي، وقد ضمت لجنة التحكيم قراء مغاربة حصلوا على العديد من الجوائز الدولية والوطنية مثل المقرئ عبدالصمد حمدان وإبراهيم البنداق. أما برنامج اليوم الثاني من هذا الملتقى القرآني المنظم بدعم من مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة والمجلسين الإقليمي والجماعي، فتضمن العديد من الفقرات المتميزة. انطلق بجلسة افتتاحية ابتدأت بتلاوة عطرة للمقرئ جمال القصار شنفت أسماع الحاضرين، تلتها كلمات تقدم بها كل من رئيس جمعية الفرقان عبدالصمد بوذياب شكر فيها الجهات الداعمة لهذا العرس القرآني من عامل الإقليم والمجالس المنتخبة والمحسنين ، وكذا أهل القرآن وخاصته الذين تشرفت مدينة وزان باستضافتهم . كما قدم بعض ما تقوم به جمعيته من مجهودات لتحفيظ القرآن ومدارسته وتحبيب الناشئة فيه، قصد تحصينهم من كل أشكال الانحراف والتطرف، وربطهم بالقيم الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف، وأخبر الحضور بأن الملتقى المقبل سيكون دوليا بحول الله. وبدوره رئيس المهرجان الوطني الثاني للقرآن الكريم الأستاذ أحمد الزريولي حث في كلمته على التمسك بكتاب الله لعلاج العلل والانحرافات التي تعاني منها المجتمعات، وأكد على وجوب العناية بالقرآن ومدارسته والتمسك بتعاليمه، لأن فيه العزة والهداية، وهو البوصلة التي تحدد وجهة الخير والصلاح وإعمار الأرض. و أضاف أنه من أجل هذه الأهداف والمقاصد كان هذا النشاط، الذي هو نشاط الجميع لتحقيق الخير و الأمن وزوال الغمة عن الأمة.. كما ألقيت كلمة باسم مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة من طرف المستشار عبدالإله السريفي عبر فيها عن سعادته بهذا المهرجان الذي ينظم في هذه المدينة المباركة، مهرجان يعيد الاعتبار للقرآن الكريم وأهله. وتقدم ممثل المجلس الإقليمي المنتخب محمد المرابط بكلمة أعرب فيها عن اعتزازهم وفخرهم في المجلس بمثل هذه الملتقيات التي تنسجم مع خصوصية الوطني، مثمنا فكرة جعل الملتقى القادم دوليا.. وبدوره رئيس المجلس الجماعي لوزان عبدالحليم علاوي عبر عن سعادته في احتضان وزان لهذا الملتقى ، وذكر بأنه إذا كان من مسؤولية المجالس دعم كافة الأنشطة فإن المسؤولية تزداد عندما يتعلق الأمر بالاحتفال بالقرآن الكريم والاحتفاء بأهله، في مدينة معروفة بعلمائها وشرفائها، وذلك قصد نشر ثقافة الدين الحنيف في ظل تحديات دولية وتحديات القيمية كبرى، الأمر الذي بات يتطلب ضرورة تأهيل العنصر البشري وتحصينه للمحافطة على هويته وخصوصية بلده وأمته. وقد أجمع كل المتدخلين من ممثلي المجالس المنتخبة على دعهم لمثل هذه الملتقيات الجادة في نسخها القادمة. وقد تخلل هذا الافتتاح تقديم بعض القراءت الشعرية تفاعل معها الحضور ونالت إعجابهم واستحسانهم، فكانت القصيدة الأولى لشاعر مدينة وزان أحمد البوقيدي تحت عنوان :" قف حيي أهل الذكر والقرآن"، والقصيدة الثانية كانت بعنوان : "وزان كعبة الفضل" للشيخ الدكتور عبد الهادي حميتو، كما أمتعت الأسماع فرقة برعمات جمعية الفرقان للعناية بالقرآن الكريم بأناشيد ماتعة عن القرآن الكريم. أما الجلسة العلمية الأولى التي ترأسها الدكتور محمد الحراق فكانت عبارة عن محاضرة افتتاحية لعذه الأيام القرآنية ألقاها الدكتور زيد بوشعرة بعنوان: " من الإنسان إلى العمران: رؤية قرآنية"، وهي خلاصة تدبره للقرآن الكريم ، تدبر حول رؤية القرآن الكريم للعمران، توصل من خلال بحثه بأن عمارة الأرض في القرآن الكريم تعني: أن تعمر جماعة من الناس بقعة من الأرض وتسكن بها وتستقر، وتحولها إلى مكان حي نابض بالحياة مستجمع لمقومات النماء والأمن. وأن من سمات العمران الأساسية في القرآن الإحياء، حيث استعمل العمران بمعنى الإحياء، و استعمل الإحياء بمعنى العمران، سواء كان عبارة عن التنمية الزراعية أو الحيوانية أو النسل البشري أو إقامة المؤسسات والفضاءات.. كما خلص الدكتور زيد في دراسته للموضوع إلى وجود قسمين من العمران حسب الرؤية القرآنية : عمران أدنى وعمران أعلى ، وإلى أربعة حقائق قرآنية تتعلق بهذه الرؤية جاءت كالتالي: العمران للإنسان وبالإنسان، واختلاف العمران باختلاف الإنسان، والمساجد هي عماد العمران، وتأثر العمران بالإنسان. أما الجلسة العلمية الثانية التي أدار أشغال الدكتور محمد الشنتوف فكانت عبارة عن ندوة علمية وطنية في موضوع :" القرآن والعمران" ألقيت فيها مجموعة من الدراسات والأبحاث القيمية من قبل نخبة من الدكاترة والباحثين المتخصصين: الدكتور التهامي الحراق بعنوان:" محورية الإنسان في المنظومة القرآنية" ، والمهندس عبدالعزيز الصالحي تناول مصطلح العمران في القرآن، أما الدكتور هشام تاه تاه فشارك بموضوع:" منهج القرآن في بيان مصطلح الإنسان ". ولم يفت المنظمون في مجمع أهل الذكر والقرآن تكريم شوامخ من العلماء المقرئين الذين أفنوا زهرة حياتهم في توريث علم القراءات وعلوم القرآن لأجيال من القراء والطلبة. ومن الأسماء البارزة المكرمة الشيخ العالم العلامة التهامي الراجي، حيث قدم الدكتور العربي بوسلهام شهادة في حقه مسلطا فيها الضوء على بعض المحطات من مسار المحتفى به تبرز المجهودات التي بذلها المحتفى به خدمة لكتاب الله. و الشيخ العالم العلامة محمد السحابي، وقد قدم الشيخ أحمد الودغيري شهادة في حقه أبرز من خلالها بعض ما بذله الشيخ السحابي من مجهودات للعناية بالقرآن الكريم ، نذكر الطلب الذي تقدم بع إلى الملك محمد السادس لإنشاء معهد محمد السادس للقراءاتوالدراسات القرآنية. كما وزعت على المشاركين بعض الهدايا والشواهد التقديرية. أما الفترة المسائية من فعاليات هذا اليوم الثاني فقد تضمنت تنظيم مائدة قرآنية بساحة الاستقلال، تناوب ثلة من مشاهر القراء المغاربة على تغذية أرواح الحضور الذين غصت بهم الساحة بآيات بينات من الذكر الحكيم، اطمأنت له النفوس وخشعت له القلوب. وقد تخلل هذا العرس القرآني توزيع الجوائز على الفائزين في المسابقات المنظمة بالمناسبة، حيث كانت الجائزة الأولى الوطنية من نصيب مشارك مدرسة الإمام نافع للتعليم العتيق بطنجة الطالب حمزة صابو،وقد أشرف عامل إقليموزان جلال العطاري بتسليمة الجائزة التي كانت عبارة عن تذكرة عمرة إلى الديار المقدسة ومبلغ مالي بقيمة خمسة آلاف درهم. و استمر الحفل الرباني إلى ساعة متأخرة من الليل، ليختم بأمسية للمديح والسماع شاركت فيها فرق محلية تابعة لكل من جمعية الصفا في مدح المصطفى، وجمعية دلائل الخيرات، وتلاميذ جمعية الفرقان. واعترافا من الجهة المنظمة بالدور الذي يقوم به الإعلام ورسالته النبيلة خدمة للقرآن وأهله، فقد عرفت فعاليات اليوم الأخير من المهرجان تكريم الإعلامي هشام الحليمي في الصبحية النسائية، باعتباره أحد الأسماء المتألقة التي نذرت أنفسها للعناية بكتاب الله وأهله، والساعية دائما للإسهام الدائم والمتواصل لتسليط الضوء على القراء والمشايخ والعلماء وطلبة العلوم القرآنية.
كما عرفت هذا النشاط النسوي المتعدد الفقرات تكريم وتوزيع هدايا وشواهد تقديرية على عدد من الفعاليات التي ساهمت في هذا المهرجان القرآني.