خرج مولانا الوالي، نفعنا الله ببركته، في صباح يوم جميل إلى مدينة الحسيمة، يتواصل مع شبابها ويطمئن شيوخها ويرحم صغيرها وكبيرها، ويبشرهم بمدد السلطة وأعوانها ويحذرهم من عاقبة الحراك وسوء منقلبه، مؤكدا لهم أن الحراك كان من أسباب تأخر قاطرة التنمية عن هذه المنطقة المهمشة منذ زمان طوي.. خاطب سيدنا الوالي الصالح أهل الحسيمة قائلا إن الاصلاح يحتاج إلى الاستقرار، ويحتاج إلى الصبر والإنتظار، وخروجكم هكذا كل يوم للمطالبة بإسقاط الفساد والاستبداد من شأنه أن يجعل هذا الاصلاح يتأخر عنكم أكثر من هذا، سيجعله يتأخر إلى أن تبح أصواتكم وتنقطع حبالها وتنهك أجسادكم وتتمز عضلاتها من كثرة الوقوف والاحتجاج.. إن الإصلاح أيها الحالمون يحتاج إلى برودة الأعصاب والصبر على الآلام والرضا بالذل والظلم والاهانة وبخنوع واستكانة.. الإصلاح يقول ولي الله كما لقبه (المجذوب)، رئيس طنجة ، يحتاج إلى الكثير من الثقة في مسؤولين ظلوت على مدى سنين يرقصون على جراح هذا الشعب المسكين، ويرتزقون على جهله وقلة حيلته وهوانه.. ثم يتابع سيدنا أدام الله ظله الحديث، وهو يعد الناس ويمنيهم بالوعد القريب والسعد المجيب، فيقول: إن أكثر من يقف أمام خلاصكم هم مجموعات العدميين الهمجيون والخارجون عن القانون، دعاة الفتنة من الجمهوريين والانفصاليين والشوفين. لقد خانوا أوطانهم ويلقون به في متاهات اللاستقرار حيث المصير المجهول بتلك الشعارات العنيفة ضد رجالات الدولة ثم بأسلوب احتلال الساحات وقطع الشوارع والطرقات.. إنهم يطلبون المستحيل الذي لا يمكن تحقيقه، فهم فضلا عن مطالبتهم بالحياة الكريمة وموارد العيش والرزق يطلبون الحرية والديمقراطية والعدالة والاجتماعية، وهذا منكر وابتداع في أمر الله، وجب أن يقف في وجهه ولاة أمورنا وأصحاب نعمتنا.. إن هؤلاء الجاحدون هم أكبر من وقف أمام الكثير من بوادر انفراج أزمتكم يقول سيد الزمان وصاحب الحجة والبيان، فقد كان يعمل رضي الله عنه على استقطاب بعض المستثمرين إلى هذه المنطقة المكوبة، غير أن خروج الناس للمطالبة بالحقوق حال دون ذلك.. فيا أهل الريف ! يجب أن توقفوا حراككم وسيتحول ريفكم -بفضل الله ثم بحكمة وجهد ولي الله- إلى جنة فوق الأرض وذلك في غضون شهران كما وعدكم، فشهر أبريل وشهر ماي سيكونان كافيان لتمطر السماء ذهبا وتنبت الأرض فضة وتبنى المستشفيات والمدارس والجامعات ومراكز غزو الفضاء أيضا.. صدقوا سيدنا الوالي الصالح ستصبح الحسيمة جوهرة الريف وسيصبح الريف جوهرة المغرب وسيصبح المغرب جنة الله في الارض وتدخلون بذلك الجنة بلا حساب ولا عقاب، مغفور ذنبكم وميسر أمركم ! فقط أوقفوا الزفزاي وزبانيته دعاة الفوضى والفتنة قبحهم الله، فلقد أرهقونا لمدة ستة أشهر حتى ما نفعت معهم حيلنا وإغراءاتنا ولا حتى زراويطنا التي كانت تنهال عليهم.. إن أولئك المجانين يريدون كل شيء ونحن لا نستطيع أن نتخلى لهم عن شيء ! سوى الوعود والأحلام وقليلا من السراب الذي يحسبه الضمآن ماءا.. صدقوا مولانا الوالي الصالح واضفروا بما يجود به عليكم من الكلمات التي تدغدغ الفؤاد فتفك عنه شعث الحياة وشبقها ! ملاحظة.. إن هذا النص التراجيدي وكل ما قيل فيه جزء من حقيقة لا يمكن لكاتبها أن يبين فيها أكثر من هذا، فاعذروا صاحب السطور وانتظروا الزمان الكفيل بكشف باقي الأجزاء.. حمزة محيي الدين الوهابي