يبدأ الملك محمد السادس، مساء اليوم الخميس، أول زيارة رسمية إلى إثيوبيا، منذ تنصيبه ملكاً العام 1999. وتستغرق الزيارة 3 أيام يجري خلالها محادثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين، قبل أن يستكمل جولته الإفريقية الثانية، خلال أسابيع، وتشمل مدغشقر، كينيا، ونيجيريا. وقال مصدر إثيوبي رفيع للأناضول مفضلاً عدم ذكر اسمه، لأنه غير مخول بالحديث للإعلام، إن الزيارة ستشهد توقيع 14 اتفاقية تعاون بين البلدين في مختلف المجالات. وأضاف أن رئيس الوزراء الإثيوبي هاتف الملك محمد السادس الإثنين الماضي، وبحثا سوياً "ترتيبات الزيارة وتبادلا وجهات النظر في مجمل التطورات الإقليمية والقارية" . يأتي ذلك في الوقت الذي اكتملت فيه الاستعدادت لاستقبال الملك في أديس أبابا التي تزينت بالعلم المغربي، الذي رفع في الشوارع الرئيسة من المطار إلى القصر الوطني. وهذه هي المرة الأولى، التي يرفع فيها العلم المغربي بأديس أبابا، منذ العام 1984، إثر انسحاب المغرب من الاتحاد الإفريقي، والذي تستضيف أديس أبابا مقره الرئيسي . وفي العاصمة الإثيوبية، عكست وسائل الإعلام المحلية الاهتمام الرسمي بزيارة الملك، فنقلت محطات التلفزة والإذاعة نبأ الزيارة في صدارة نشراتها الإخبارية. واعتبر دبلوماسي إفريقي أن رفع العلم المغربي في أديس أبابا العاصمة السياسية لإفريقيا، يحمل رسائل ودلالات من أهمها أنه "إيذاناً بعودة المغرب الى الاتحاد الإفريقي". وأشار المصدر للأناضول مفضلاَ عدم ذكر اسمه، إلى أن هذه الزيارة التي تأجلت أكثر من مرة، خلال 3 أسابيع مضت، تحمل دلالات سياسية كبيرة نظراً لما تمثله دولة المقر والمغرب من ثقل سياسي في الاتحاد الإفريقي . ولفت المصدر إلى أن جولة العاهل المغربي بشرقي إفريقيا، قبل أسابيع، والتي شملت رواندا وتنزانيا، تمثل انتصاراً دبلوماسياً للمغرب. واعتبر أن الجولة الجديدة للملك محمد السادس، التي تشمل إثيوبيا، مدغشقر، كينيا، ونيجيريا "نقلة كبيرة" في مصير العلاقات المغربية الإفريقية . ورحبت إثيوبيا في نهاية أكتوبر الماضي بالزيارة المرتقبة لملك المغرب، معتبرة أن عودة بلاده إلى الاتحاد الإفريقي سيكون لها دورا إيجابيا نظراً لما تمثله المملكة من أهمية في القارة . وافتتحت إثيوبيا سفارة لها في المغرب، عقب الزيارة التي قام بها وزير خارجيتها تيدروس أدحانوم إلى الرباط في مايو/أيار 2015، والتي اعُتبرت زيارة تاريخية، حيث كانت الأولى لمسؤول إثيوبي بهذا المستوى إلى المغرب. وأعلن الاتحاد الأفريقي مؤخراً أن المغرب طلب رسمياً العودة إلى الاتحاد، بعد مغادرته عام 1984، احتجاجاً على قبول عضوية ما تعرف ب"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، المعلنة من جانب واحد من جبهة البوليساريو في الصحراء، التي تعدها الرباط جزءاً من أراضيها. وخلال قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة التي استضافتها العاصمة الرواندية كيغالي في يوليوز الماضي، وجه الملك محمد السادس رسالة إلى القادة الأفارقة، عبّر فيها عن رغبة بلاده في استعادة عضويتها بالاتحاد، ورحبت بالطلب 28 دولة إفريقية شاركت في القمة. وأعلنت رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي إدراج عودة المغرب في أجندة القمة القادمة المقررة يناير المقبل، والتي تستضيفها أديس أبابا.