يبدو للوهلة الأولى، وانت تشاهد مبارة كرةالقدم سواء بالتلفاز ام من داخل الملعب ،صور ولوحات رياضية يتغنى فيها المعنى مع المبنى أهازيز وحركات، تصفيقات وهتافات ، كلمات وغناء،يحمل في طياته شعارات تحمس الفريق بالفوز بالمقابلة، غير ان هده الشعارات لا تقف عن جمالية الروح الرياضية . لا تكاد تخلو هده الشعارات من صراعات مع جمهور فريق الخصم أو مع الدولة او الهيئات الرياضية ،فعلى المرأى والمسمع تنصت لشعارات سياسية واقتصادية واجتماعية وإنتمائية وإقليمية وعنصرية ،وهنا نشير الى دراسة قام بها احد الباحتين حول شغب الملاعب اد خلص الى الشعارات التي ترفع في الملاعب الرياضية ،لا تكاد تخلو من الواقع الممارس سواء من الدولة او المشجعين او مشجعي فريق الخصم ،الدي يتنافس معها في الفوز بالمباراة او لقب البطولة . وارتباطا بمجرى الاحدات في الملعب ،وانت تتابع المبارة تشاهد فريقا قد سجل هدفا لتعم الفرحة في مدرجات ،وليخيم الصمت على مدرجات اخرى انه الهدوء الدي يسبق العاصفة ،انها القنبلة الموقوتة ،انه جو دراماتيكي يبدأ بالسب والشتم من قبل الطرفين ، ليصل الى التخريب والتكسير والجرح والقتل لينتهي الامر بعقوبات مالية وحبسية[1] . لكل من تورط في هده الأحداث غير أننا ونحن نصف ما يقع في الملعب لا يمكن أن ننكر أن الالتراس لها دور استراتيجي في نشر تقافة التشجيع الرياضي ،لكن المعضلة الكبرى التي تنتجها تحول دون الاعتراف لها بهدا الجميل . وقد تعلمنا بموجب ان تكتمل ظاهرة معينة يبدأ القلق المعرفي السوسيولوجي بطرح السؤال المقلق الدي يحاول فك رموزها وخلخلة بنياتها ومحاولة مقاربتها . لدلك اول سؤال يمكن ان نطرحه هو من يلج الملعب الرياضي ؟ ماهي الفئات العمرية التي تتابع المبارة من داخل الملعب ؟ وما ماذا وعيهم بالممارسة الرياضية ؟ وماهي تربيتهم؟ وماهو مستواهم التعليمي ؟ماهو واقعهم الاجتماعي ؟ كيف انخرطوا في رابطة المشجعين او ما يعرف بالالتراس؟من المتحكم الأساس في ظاهرة العنف الرياضي ؟ إن الحديت عن أي ظاهرة كيف كان نوعها لابد لها من أسباب و مصوغات و مكونات ،ولابد أن نستحضرفي نشأتها السياق العام والشروط التي أنتجتها وافزرتها . لهدا يمكن القول أن المتحكم في ظاهرة العنف الرياضي تلاث فاعلين: _الالتراس _ الدولة _الاعلام إن غالبية من يتابعون مبارة كرة القدم داخل الملعب يتراوح سنهم مابين 14سنة20سنة ،وهم من فئات اجتماعية هشة ومهمشة ،ومعظمهم غادر المدرسة في سن مبكر يصل الى 13سنة[2]. فلو سلمنا أن الالتراس لن تتواجد في الملعب فسنرى مدرجات شبه فارغة،وبالتالي سنكون امام رياضة ميتة والتشجيع جزء من الممارسة الرياضية والالتراس فاعل أساسي في الرقي بالرياضة (وعندما نتكلم عن الرقي نستحضر قيمة الوعي _التربية_التعليم_أليات التاطير التربوي الرياضي) . لان التشجيع الدي تقوم به الالتراس،دعامة أساسية معنوية للفريق ، هدا من جانب، أما من جانب اخر فبولوجها للمدرجات تدر بالنفع المادي الدي يطال خزينة النادي وبالتالي إستقرار الفريق نسبيا . لكن تبقى المقاربة القانونية(قانون09.09) التي قدمتها الدولة للقضاء على العنف الرياضي ،لم تعطي أكلها وزادت الامر تعقيدا بل إن الدولة لم يسجل عليها تعاطي تدبير معقلن وحتى وهي تبادر لدلك ظلت سياستها جزرية، في غياب تام لاستحضار المقاربة التشاركية من العلوم الاجتماعية والنفسية والطبيعية ، لوضع سياسة عمومية التي ممكن ان تحل معطلة العنف الرياضي . لدلك معضلة العنف الرياضي لايمكن حلها دون فهم الشروط [3]التي أنتجتها، فأول ما يمكن نقوله في هدا المجال للخروج من دوامة ونفق هده الظاهرة ،الى رحاب مجال الرياضة وابعادها نستعرضه في النقاط التالية: _إحدات منظومة تربوية رياضية تعالج العنف الرياضي من داخل المؤسسات التعليمية لان الرياضة ليست فعلا حركيا وفقط بل هي سلوك وممارسة ،روح وبدن _عقد البرامج والندوات التقافية التي تجمع الإخصائيين الرياضيين والتربويين والإعلاميين والمسؤولين وفعاليات المجتمع المدني والاسر التربوية والجمهور ورابطة المشجعين (الالتراس). _نشر برامج توعوية في الاعلام تهدف الى الحد من انتشار ظاهرة العنف الرياضي _إحدات شعب تعليمية ودراساتية واكاديمية وبحثية لترسية دعائم الرياضة تقافيا واجتماعيا لنبذ العنف الرياضي [1] انظر قانون العنف داخل الملاعب الرياضية المغربية 09.09 [2] العنف الرياضي المشاكل والحلول مجلة الأمن والحياة [3] امين نور الخولي،الرياضة والمجتمع،سلسلة عالم المعرفة [4] book sport شغب الملاعب سلسلة قوانين الرياضة عدد2