كشف مجموعة من الطنجاويين الراغبين في السفر صوب بعض الدول الأوروبية عبر القنصلية الإسبانية بطنجة، أنهم يتعرضون لعمليات ابتزاز من طرف السماسرة، التي سمحت لنفسها بالسطو وقرصنة مواعيد طلبات الحصول على التأشيرات، من خلال استغلال برمجيات تساعد على حجز أكبر عدد ممكن من المواعيد بطرق احتيالية. وحسب مصادر مطلعة، فإن سماسرة المواعيد ووكالات الحجز، رفعوا من سعر حجز المواعيد حيث وصل لحوالي 1500 درهم للموعد الواحد، الأمر الذي خلق تذمرا وسط المواطنين الراغبين للسفر نحو فضاء شنغن. وقالت المصادر ذاتها، إن المصالح القنصلية الإسبانية بطنجة وملحقتها لا دخل لها في عملية حجز المواعيد إلا من خلال نشر الأيام المبرمجة للمواعيد عبر موقعها الرسمي، مع محاولتها لمحاصرة سماسرة المواعيد من خلال تطوير الأمور التقنية لعملية حجز موعد الفيزا، إلا أن سماسرة المواعيد يواكبون عملية التطوير من خلال استغلال بعض الثغرات التي يمكن أن تظهر بين الفينة والأخرى. وتحوّل الحصول على موعد لتقديم طلب الحصول على تأشيرة قصيرة الأمد (شنغن) لعدد من الدول الأوروبية إلى مصدر معاناة لعدد من المغاربة، الذين أضحوا "ملزمين" بأداء مبالغ إضافية لسماسرة حتى يمكنوهم من موعد، وفق افادات وشهادات عديدة. هذا المبلغ ينضاف لمبالغ أخرى إلزامية، كرسوم تأشيرة شنغن المفروضة من الاتحاد الأوروبي، التي تبلغ حوالي 90 يورو، بالإضافة إلى الرسوم التي تفرضها وكالات المناولة (شركات تملك حقّ الوساطة لتسهيل الخدمات القنصلية) في المغرب بخصوص هذه التأشيرات، والبالغة حوالي 330 درهماً مغربياً (32 يورو)، ثم مبلغ التأمين الصحي. وسبق أن أكد النائب البرلماني، رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، على ضرورة إدراج حلول رقمية لظاهرة السمسرة في مواعيد الفيزا، وذلك ضمن سؤال كتابي وجهه إلى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج. وقال البرلماني، إن "عروض سماسرة مواعيد تأشيرات شنغن"، ولا سيما منها المتعلقة بفرنسا وإسبانيا، لازالت تعرف تصاعدا ملحوظاً، مما يزيد من معاناة المواطنين المغاربة الراغبين في الحصول على التأشيرات للسفر إلى أوروبا، مشيرا إلى أن هذا الوضع يتطلب من الأطراف المعنية تحمل المسؤولية في معالجة الثغرات التقنية والإلكترونية التي يستغلها سماسرة الفيزا للاستحواذ على المواعيد واحتكارها ثم المتاجرة فيها. وأوضح حموني أن الأمر يصل إلى درجة أنه توجد على بعض مواقع التواصل الاجتماعي "عروض حصرية" يطلقها سماسرة الفيزا الذين تتاح لهم الإمكانية التقنية، بسهولة، لاحتكار معظم مواعيد الفيزا، وذلك في الوقت الذي يجد فيه المواطن العادي صعوبة حقيقية في الحصول على موعد.