مونديال قطر لم يكن فقط اكبر تجمع كروي للبشرية بل كان استثناءا بكل المقاييس منذ ميلاده قبل 12 سنة لما منحت هذه الدولة العربية الصغيرة العائمة فوق بحور النفط والغاز شرف تنظيمه في غفلة عن الكبار من الدول اللتي تتحكم في مصير هذا العالم وقد لا أكون مخطئا ان قلت لطمع الكبار وفق اجندة ارادوها قبل ان يجدوا سكة تطلعاتهم تزيغ عن مسارها ، ليبدأ مسلسل التشكيك وكيل الاتهامات للدولة المنظمة ابتداءا من شبهة الرشوة اللتي روجوا لها كثيرا دون أي دليل مادي يذكر ليلجأوا إلى ورقة حقوق العمال متهمين اياها بهضم حقوقهم متغافلين ان الشركات المتعاقدة معهم تعود اليهم .. انخرطت قطر بميزانية مفتوحة في ترتيب كل صغيرة وكبيرة لتكون في مستوى الحدث وجابهت كل خيوط المؤامرات اللتي احيكت ضدها حتى وإن عطل فيروس كورونا تقدمها الا انها استطاعت ان تكون في الموعد رغم عاصفة الانتقادات اللتي تعاضمت قبيل انطلاق فعاليات كأس العالم واللتي قادتها بعض الدول الغربية بشأن حقوق المثلثين اللتي أصرت قطر على تجريمها ورفض اي مظاهر تخصها فوق اراضيها وكذا قضية الكحول اللتي منعتها وفق تشريعاتها المحلية ليعلو الجدل اكثر مع إعطاء انطلاقة المونديال بحفل اقل مايقال بشأنه انه اكثر افتتاح عبر التاريخ يمجد سمو الانسان ويدعو إلى التعايش بغض النظر عن الانتماء الديني والعرقي واحترام الخصوصيات الدينية والثقافية للشعوب … وفي تعد صارخ على قوانين الغير انخرطت منتخبات بعض الدول المشاركة كألمانيا اللتي عبر فريقها عن احتجاجهم على اجبارهم على العودة بطائرتهم اللتي كانت ترمز إلى الوان الشواذ بوضع ايديهم على افواههم في أول ضهورهم في هذا المحفل وكذا تعمد وزيرة خارجيتها وضع إشارة المثليين على ذراعها تحت بذلتها خلال هذه المباراة وكذا دولة الدنمارك اللتي قامت بتغطية شعارها على بذلة المنتخب في إشارة إلى انها غير راضية عن اقامة هذا العرس الرياضي بقطر دون أن ننسى العديد من الدول اللتي دعت إلى مقاطعة الحدث إعلاميا كفرنسا ، قبل ان يصطدموا بالنتيجة العكسية لكل تصرفاتهم اللتي جعلتهم محل سخرية عالمية خصوصا بعد كبوة المانيا في الدور الأول لتخرج منه على يد اليابان وعلى خطى هذه الاخيرة برز الحصان الأسود لهذه البطولة منتخب المغرب كممثلا وحيدا للقارة الافريقية والعالم العربي خصوصا بعد خروج السنغال من المنافسة في الدور الثاني لتنطلق وبعد ملحمة اسبانيا اللتي اخرجها من المنافسة منتخب الحالمون قصة عشق أصابت العالم بالذهول واصابت الدول الاستعمارية بالرعب وهي ترى حدودها اللتي رسمتها للدول اللتي كانت تحت امرتها تتصدع والهوة الطائفية اللتي حاولت على امتداد أجيال ترسيخها تتهاوى وهي تشاهد اصطفاف الأمم لتشجيع منتخب المغرب اللذي رفع السقف عاليا وهو يطيح بمنتخب البرتغال ويصل لأول مرة كبلد أفريقي عربي واسلامي لدور ماقبل النهائي لكأس العالم لتعج منصات التواصل الاجتماعي بفديوهات توثق لتلاحم كل الشعوب الافريقية والعربية والاسلامية وبعض الأمم الاخرى واصطفافها خلف منتخب المغرب كحلم جميل يوحدهم . اصطفاف جعل عرش الغرب يهتز خصوصا وان كل ماروجوا اليه منذ عقود عن هاته الشعوب عبر اعلاهم بدأ يضمحل نتيجة ماتناقلته قناواتهم الفضائية لاراء مواطنيهم وهم يعبرون عن اعجابهم بالمستوى التنظيمي وكذا عن سماحة الانسان العربي وان المونديال بدون كحول كان أرقى بل واكثر من ذالك انتقدوا تصرفات قادتهم واتهموهم بالنفاق في التعاطي لمسألة الحريات بمحاولة فرضهم قوانينهم على الشعوب الاخرى في حين لا يقبلون من يخرق قوانينهم على اراضيهم ،ليزيد من رعبهم على مصير مخططاتهم الرامية السيطرة على هذه الشعوب بمبدأ فرق تسد واللعب على وتر العرق والطائفية الدينية، المبدأ اللذي اذابه منتخب الحالمون وهو يسطر ملحمته بمونديال قطر وجمع شمل الجميع ووحد انتماءهم بعيدا عن كل النعرات مما عجل بحظور رئيس فرنسا لحضور مبارة منتخبه ضد منتخب المغرب رغم كل ماقامت به دولته قبل الحدث واثناءه ودعوة كل أطياف المجتمع الفرنسي لعدم الذهاب الا انه هرع إلى هناك ليكون الإبرة اللتي ترتق خيوط نسيجهم اللذي تصدع ودعم الديوك حتى لا يتفاقم الشعور الجميل اللذي بثه الحالمون في نفوس الشعوب . رغم انتهاء جموح منتخب المغرب في دور النصف الا انه كسر حاجز الخضوع وتمرد على أعراف الكبار ووجه رسالة للجميع أنه بالارادة والعمل نستطيع ، وزرع روح الوحدة بين الشعوب وكسر المتاريس اللتي وضعوها لها لعقود ووضع لبنة واقع جديد …