من يعرف تاريخ مدينة وزان يشهد أنها بلد رجال التصوف والعلماء والفقهاء والشعراء والأدباء والفنانين والمادحين والمثقفين. والحديث عن الفعل الثقافي في وزان بين الأمس واليوم حديث ذو شجون. والمتتبع يلمس الفرق الصارخ بين مثقفين شرفاء ومناضلين بصموا الحياة الثقافية بما قدمدوه ويقدمونه من عطاء ثقافي، تنظيما ومساهمة. والتاريخ يشهد لهم بأياديهم البيضاء لصالح الطفولة والشباب بالمدينة. ومن هؤلاء المثقفين المناضلين من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر ، وما بدلوا تبديلا! وفي المقابل ابتليت المدينة في هذه الأيام بكائنات تدعي أنها مثقفة، وأنها تنشط في المجال الثقافي وأنها "ترافع عن المدينة والإقليم ثقافيا"، علما أنها لا تربطها بالثقافة إلا الرغبة في الاسترزاق! فهي نوع من الكائنات التي تبحث- باسم العمل الثقافي- عن موضع قدم لها. وذلك بعد فشلها السياسي الذريع بسبب عدم منحها ثقة المنتخبين الجماعيين للمساهمة في تدبير شؤون الجماعة (هشم بمدسىبومدرى )، فبقيت على الهامش تتوهم أنها مسؤولة عن الشأن الثقافي بالمدينة!! ومثل هذه الكائنات هي بمثابة "توكال" يحاول عرقلة الجسد الثقافي برموزه وجمعياته الجادة من أبناء وزان في الداخل والخارج من القيام بالتنشيط الثقافي في مختلف فروع الثقافة!. ويبقى "الترياق" للقضاء على هذا "التوكال الثقافوي" هو تهميشه، بل الزيادة في تهميشه وتهشيمه على حد الحكمة القائلة : "الإهمال صدقة واجبة في حق قليلي الأدب " من المتطفلين على العمل الثقافي والطامعين في الاسترزاق باسمه، والذين يتطاولون على أسيادهم المثقفين الذين يعملون بنكران ذات وتفان وحب صادق وصريح لوزان وأهلها. فاللهم ابعد عن دار الضمانة وأهلها كل من يقف في طريق ازدهارها وتطورها، واكسر مدراتهم ، وافضح دسائسهم ومؤامراتهم . قولوا آمين!