يؤرخ المجلس البلدي لجماعة وزان – في الوقت بدل الضائع( 4-8-2021 ) لحدث تحطيم وإسقاط قوسي مدخل المدينة بحي الرمل على طريق الرباط، في إطار مشروع توسيع مدخل المدينة. وقد خصص له أكثر من مليار سنتيم. وأثار فعل التحطيم رددوا متباينة بين مؤيدين بدعوى ضرورة التخلص منهما باعتبارهما "غير تاريخيين" و"وجودهما يسبب ضيقا وعرقلة في حركة السير"، في الوقت الذي يرى المحتجون أن فعل الهدم اعتداء على معلمة يتعدى عمرها جيلا كاملا( أكثر من 30 سنة) وقد أصبحت جزءا من تاريخ المدينة وسكنت مخيلة وذكريات جيل بكامله، فكيف تصبح اليوم أثرا بعد عين ؟
وبين هؤلاء وأولاءك تطرح الأسئلة التالية: من المسؤول عن قرار الهدم ؟ ومن يحق له تصنيف المآثر المعمارية التاريخية والحفاظ عليها، أو هدمها وإسقاط بنائها ؟ وهل المدينة بحاجة لهكذا توسيع على مسافة مدخلها ليجد الزائر نفسه بعده في شارع على شكل زقاق يخنق الأنفاس؟ ألم يكن من الأجدى والأهم والأنفع توسيع شارع المسيرة الخضراء، وقبله شارع حي الرمل، قبل توسيع مدخل المدينة؟! أم أن العربة سبقت الحصان؟ وهل فكر مهندسو توسيع مدخل المدينة في كيفية عبوره من طرف تلاميذ مدرسة ابن هانئ؟ كنا نتفكه يوم بناء القوسين في بداية الثمانينات من القرن الماضي بالقول أن وزان قيدت بكماشتين لمنعها من الهروب.. نحو المستقبل! واليوم أزيلت تلك الكماشتان، وستفتح أبواب المدينة على مصراعيها بمداخل عصرية لينطبق عليها المثل المعروف : "فحال الدخلة ديال العرايش"، أو بعبارة أخرى "ياالمزيان من برا آش خبارك من الداخل؟". وبهذه اامناسبة نذكر أن العديد من بنات وأبناء دار الضمانة دافعوا ويدافعون على ضرورة مشاركتهم الرأي فيما يخص حاضر ومستقبل مدينتهم ، وهو مبدأ منصوص عليه دستوريا: الديمقراطية التشاركية؛ لكن العيب ليس في المجلس الجماعي أو في من خطط ويخطط لحاضرها ومستقبلها، فالمجتهد له أجر وهو يطمح إلى تحقيق الأجرين.. لكن العيب في غياب المجتمع المدني المنظم بوزان، والذي بمقدوره أن يصبح قوة اقتراحية وعنصر رقابة فاعلة وبناءة. أما عدا ذلك فإن احتجاجات صفحات الفايسبوك- في أحيان كثيرة- لا تتعدى جنبات الشاشات الإلكترونية. وبالعودة إلى تحطيم القوسين بالمبررات المشار إليها أعلاه، وفي غياب مجتمع مدني قوي وفاعل، فقد تحطم معالم أخرى بدعوى أنها من بقايا الاستعمار أو أن زوالها خير من وجودها. إنها إشارة وليست بشارة !