العطش من أكثر ما يجهد الصائم ويجعله غير قادر على القيام بمهامه اليومية خلال شهر رمضان، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وطول ساعات الصوم والتي تصل إلى 16 ساعة، ما يجعل الجسم يفرز كميات كبيرة من العرق ويحتاج للسوائل لكي يعوض المياه التي يفقدها، لذلك على الصائم أن يتبع نظاما غذائيا صحيا يساعده على تحمل العطش خلال فترات الصوم. هناك بعض النصائح التي يجب أن يتبعها الفرد خلال الصوم في شهر رمضان، والتي تحد من شعوره بالعطش، فالماء لا يمكن تعويضه بأي مشروب آخر، لذلك يجب أن يحرص الإنسان على تناول المياه بصورة متقطعة خلال ساعات الإفطار، وإذا كنت من الأشخاص الذين لا يفضلون شرب المياه فيمكنك إضافة نكهات طبيعية لكوب الماء مثل شرائح الليمون والزنجبيل وماء الورد وغيرها، كما أنه يجب أن يعلم المرء أن تناول المياه بكميات كبيرة لا يحتاجها الجسم خلال فترة السحور تطردها الكلية بعد ساعات قليلة من تناولها، ويؤدي ذلك إلى اضطراب النوم طوال الليل، كذلك على المرء عدم الإسراف في تناول الحلويات أو الأملاح لأن تناولهما بكثرة يبطئ عملية الهضم والامتصاص، ويزيد الشعور بالعطش، وبالتالي يسببان الإجهاد والصداع، هذا بجانب الحرص على أن يتكون طعام الإفطار من الخضروات والفاكهة الطازجة اللتين تمدان الجسم بالفيامينات وتحتويان على كميات كبيرة من الماء والألياف التي تقلل من الشعور بالجوع والعطش. هذا ولابد أن يشمل الغذاء مجموعة من الأملاح المعدنية والمغنيسيوم والبوتاسيوم والحديد والسيلينيوم التي يفقدها الجسم خلال ساعات الصوم مع الجو الحار، كما أن تناول البوتاسيوم خلال وجبة السحور يمنع العطش أثناء النهار وهو موجود في الموز والشيكولاتة الداكنة واللبن والتمر والأفوكادو والمشمش المجفف والفستق والفول، فضلا عن تناول الزبادي واللبن الرائب قليل الدسم خلال وجبة السحور لأنهما يساعدان على الهضم ويمنعان الشعور بالعطش والانتفاخ والحموضة، كذلك لابد من تجنب الأطعمة المقلية، واللحوم والتوابل والبيتزا والجبن والوجبات السريعة، لأنها تسبب العطش. ويفضل تجنب شرب العصائر المحلاة صناعيا خلال فترة السحور، كونها تعمل على زيادة حاجة الجسم للمياه، لذلك يجب استبدالها بمشروبات طبيعية، كما يجب تجنب الحلويات لأنها تزيد الإحساس بالعطش خاصة وأنها تكثر على موائد رمضان. أما مدمنو الكافيين فلابد من الحد منه في رمضان والمتمثل في القهوة والشاي، وخاصة على وجبة السحور، لأن الكافيين يعمل على تنشيط الكلى ويجعل الجسم بحاجة لسوائل أكثر ويزيد من الشعور بالعطش، وينصح أيضا بالتقليل من المشروبات الغازية لأنها تؤدي إلى الشعور بامتلاء المعدة والانتفاخ، وتمنع الجسم من الاستفادة بالسوائل. ويوضح د. مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن الإفطار على الماء المثلج يسبب الشعور بالمزيد من العطش، كما أن الإكثار من تناول المشروبات المثلجة خلال شهر رمضان لا يحل مشكلة العطش بل إنه يزيدها سوءا، ويرجع ذلك إلى أن الماء والمشروبات المثلجة تعمل على تبريد الأغشية المخاطية للأنف والفم مما يجعلها أقل قدرة على أداء وظائفها في حماية الجهاز التنفسي، كما أنها تقلل العصارات الهاضمة مسببة صعوبة في عملية الهضم، فضلا عن أن المثلجات من شأنها أن تؤدي إلى انخفاض مناعة الجسم، على عكس المشروبات الدافئة كالحليب والعصائر الطبيعية التي تشعر الفرد بالارتواء، وتقلل من الشعور بالعطش، ولا تسبب في أي مشاكل صحية. وأشار بدران إلى الإفطار الصحي والذي يتكون من خضار وفواكه طازجة بجانب الشوربة، والتي تعد غذاء مثاليا في تنشيط المعدة وزيادة تدفق الدم في الغشاء المخاطي المبطن لها، خاصة شوربة "عيش الغراب" لأنه يرفع مناعة الجسم ويقلل من الإصابة بالسكتة الدماغية والاكتئاب، كذلك له أهمية في انقباض القلب وتنظيم ضغط الدم وتنظيم السوائل في الجسم، كما أنها تحتوي على ماء بنسبة 85 بالمئة، محذرا من الإفطار بشراهة على كميات كبيرة من الأطعمة، خاصة تلك التي تحتوي على السكريات والكربوهيدرات والدهون، لأنها تؤدي إلى ارتخاء المعدة والإصابة بعسر الهضم وضيق التنفس، ناصحا بالإكثار من تناول السوائل كالعرقسوس والتمر هندي والكركديه، لأنها تساعد على ترطيب الجسم، وتقضي على ميكروبات عديدة بالجهاز الهضمي. من جانبه، يشير د. بهاء ناجي، استشاري التغذية وعلاج السمنة، إلى أن البطيخ يعد من الفواكه الهامة خلال فترة الصوم في رمضان، حيث أنه يعد بديلا للكثير من الخضروات والفواكه لما له من أثر كبير على المعدة، حيث يحتوي على عدة عناصر تكفي حاجة جسم الإنسان من الماء والفيتامينات والمعادن طوال اليوم، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة. كذلك ينصح ناجي بالإكثار من تناول السلطة، لأنها تحتوي على عناصر غذائية مرطبة ومفيدة وغنية بالألياف والمعادن والفيتامينات التي تمد الجسم بالحيوية والنشاط والماء اللازم له.