" الحاج المنشار"، مسرحية ساخرة، ذات طابع كوميدي، تتخللها مشاهد درامية، لكنها تنتقد بطريقة كوميدية خفيفة واقع مجتمع ينخره الفساد وتدمره السياسة العفنة، أو بعض محدثي النعمة الذين اغتنوا في فترة الفوضى بطرق غير مشروعة، وأصبحوا يريدون الصعود إلى البرلمان لتحقيق مآربهم الشخصية وتنمية ثرواتهم المنهوبة. فكرة المسرحية ليست جديدة، قدمت في مسلسلات ومسرحيات مغربية ومصرية. و هي مسرحية ترتكز على الكوميديا الخفيفة، التي تمرر ميساجات، ويتعلق الأمر برجل اغتنى بطرق غير مشروعة عن طريق سرقة الغير، يعمل بكل الطرق الملتوية لكي يصل إلى البرلمان عبر الاستحقاقات. بطل المسرحية بامتياز الفنان المسرحي الكوميدي عبد الكريم الجبلي، بالرغم من حضور عدد من الممثلين الشباب الموهوبين، الذين يحتاجون إلى تداريب أكثر، لأن عمل الممثل في المسرح ليس أمرا هينا، ولا يمكن ارتقاء الخشبة هكذا اعتباطيا، كما أنه كان يلزم من المخرج ضبط بعض الحركات وإعادة النظر في شخصية إبن الحاج المنشار، حيث لا أدري لماذا جعله يتعاطى كل أنواع المخدرات، والقيام بحركات غير طبيعية، وكان يتوجب إعادة النظر في أدائه التمثيلي، كذلك بالنسبة لزوجة الحاج المنشار، الذي كان أداؤها مصطنعا، فيما تألقت الممثلة التي لعبت دور الخادمة ( بنت الجبلي)، التي سبق لها أن مثلت في فيلم " سرير الأسرار " للمخرج المغربي جيلالي فرحاتي، واكتسبت مهارة تمثيلية متفردة. الحاج المنشار، أو عبد الكريم الجبلي، كان بطل هذه المسرحية، حيث قام في عرض يوم الجمعة 10 أبريل 2015 بالمركز الثقافي بتطوان بالارتجال وتوجيه انتقادات لمنظمي مهرجان تطوان السينمائي الدولي بخصوص الدعم والسهرات "العابثة"، لرئاسة الجماعة الحضرية لتطوان محمد إدعمار، وغيرذلك من أشكال الفساد وتفشي المخدرات وانتهازية البرلمانيين، ليتحول المنشار الذي اغتنى عن طريق السرقة و"التخرويض"، إلى مصلح اجتماعي، و محارب للفساد. المسرحية من تشخيص عبد الكريم الجبلي ومجموعة من ممثلي كوميديا آرت، وإخراج بدرالدين شابو.