بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على رسوله الكريم. السيد رئيس الجمعية المتوسطية للصحافة الرقمية المحترم السيد ممثل جهة طنجةتطوانالحسيمة المحترم. السيدين ممثلين السيد رئيس جماعة تطوان المحترم. الأساتذة المتدخلين في هذا الملتقى الإعلامي الجهوي المحترمين. السادة مهنيي الصحافة والإعلام المحترمين. الحضور الكريم. سلام الله عليكم والبركات. قال جل وعز في محكم كتابه العزيز: بسم الله الرحمن الرحيم "من المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" صدق الله العظيم. حقا إنها لمفاجأة لم أكن أتوقعها، إن تكريم العم المغفور له المرحوم أبوبكر بنونة لفتة كريمة ومكرمة عظيمة، وشرف لي ولأسرتي من طرف الجمعية المتوسطية للصحافة الرقمية، ونقدر ذلك عاليا. في البداية أود أن أحيي القائمين على هذا الملتقى الإعلامي الجهوي لجهة طنجةتطوانالحسيمة، كما أود كذلك أن أبلغكم اعتذار نجل المرحوم السيد كمال بنونة الذي يتواجد الآن خارج أرض الوطن، والذي كلفني نيابة عن العائلة بتقديم الشكر الجزيل لجمعيتكم عن تكريم الفقيد أبوبكر بنونة. وعليه أتقدم أصالة عن نفسي ونيابة عن جميع أفراد أسرتي من آل بنونة بجزيل الشكر والامتنان والتقدير والعرفان. بالفعل افتقدت مدينة تطوان بالخصوص والمملكة المغربية عامة أحد رجال الحركة الوطنية والصحافة والإعلام والدبلوماسية والعمل الجمعوي والإنساني، إذ أن المرحوم مر بمراحل عديدة عبر حياته ساهمت في تكوين شخصيته العلمية والدبلوماسية والصحافية والإعلامية، وذلك أنه بعد استكمال دراسته الابتدائية بتطوان والثانوي بالمعهد الحر بتطوان التحق بالمعهد الثانوي الإسباني ثم استكمل تعليمه بمدريد ضمن البعثة الأميرية بمعهد Ramiro de Maeztu حيث تابع دراسته الجامعية في كلية العلوم الكيماوية قبل أن ينتقل إلى إشبيلية لإنهاء مشواره الدراسي. كما شغل الفقيد في منتصف الستينات من القرن الماضي منصب نائب مدير الإذاعة الوطنية ثم نائبا لمدير الإذاعة والتلفزة المغربية، وفي غشت 1974 تم تعيينه مكلفا بمهمة بالديوان الملكي، وبعد تعيين المستشار الملكي المرحوم أحمد بنسودة عاملا على الأقاليم الصحراوية كلف الفقيد بإعداد الاجتماع الاستثنائي للجماعة الصحراوية، ولهذه الغاية عينه الحاكم العام العسكري الإسباني للأقاليم الصحراوية، كاتبا عاما للجماعة الصحراوية، وبعد ذلك أي بعد انتهاء من مهمته عينه جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني قنصلا عاما للمملكة المغربية في جزر الكاناري، وفي ديسمبر من سنة 1984 عين سفيرا لجلالته لدى الجمهورية العربية اليمنية. وبعد انتهاء من مهامه الرسمية والصحافية والإعلامية والدبلوماسية والسياسية انخرط في العمل الجمعوي من خلال تأسيس جمعية "جبل العلم"، وبعدها انتخب رئيسا للمجلس الإداري للجمعية الخيرية الإسلامية بتطوان إلى أن وافته المنية. وقد عرف المرحوم بولعه الشديد بالبحث في الوثائق والمخطوطات المخزنية والعائلية، حيث توجد لديه إحدى أهم المكتبات الوثائقية بالمغرب. فكان نعم الرجل الدبلوماسي الذي دافع بكل ما يملك من شجاعة وذكاء عن قضية وحدتنا الترابية من خلال موقعه كقنصلا وسفيرا. ونعم الرجل الصحافي والإعلامي الذي خدم الصحافة والمجال الإعلامي من داخل الإذاعة والتلفزة المغربية. ونعم الرجل الجمعوي والإنساني الذي مد يد المساعدة لكل محتاج وضعيف من خلال ترأسه للجمعية الخيرية الإسلامية وذار الطالبة وملجأ المسنين ببوسافو. ونعم الرجل الأب العطوف والحنون للعائلة "آل بنونة" من خلال تسييره لوصية العائلة وخدمة جميع أفراد الأسرة بكل محبة وود. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه وتغمده الله بواسع رحمته. وإنا لله وإنا إليه راجعون. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.