اختلط الحابل بالنابل بمدينة كبيرة مثل مدينة طنجة، المدينة التي أصبحت تعاني من ضعف النخبة السياسية لعدة عوامل، كما تعاني من وجود هيئات سياسية قوية تلعب الدور المناط على عاتقها، فطنجة أصبحت يتيمة، وما يعزز ذلك هو ضعف أو غياب العرض السياسي، كما أن المؤسسات المنتخبة، لم تعد تشهد ترافعات سياسية تستمد مقوماتها من مطالب وحاجيات الساكنة، بدل الحاجيات ومطالب بعض السياسيين في حد ذاتهم. معرض حديثنا هنا عن مجلس جماعة طنجة، وما أصبحت دوراته تسجله من مهازل سياسية، تؤكد ضعف السياسي، وضعف برنامجه السياسي، الأمر الذي يساهم في نفور المواطنين والمواطنات، ويعمل على توسيع الهوة بينهم وفقدان الثقة ما بين السياسي والناخب. الدورة العادية لشهر فبراير التي أقيمت بداية الأسبوع الجاري، بمقر الجماعة، أكدت بالملموس، أن التحالف السياسي ما هو إلا مهزلة تخفي مصالح اشخاص بذاتهم، أو مصاحة مجموعة من الأشخاص مختبئين في بعض "الدكاكين السياسية"، الأمر الذي يضرب في عمق العملية الإنتخابية ويفرغ أهداف انتخابات 8 شتنبر من سنة 2021 عرض الحائط. مداخلة النائب الأول للعمدة السيد "الغزواني غيلان"، والمكان الذي تواجد فيه بعيدا المنصة التي يتواجد فيها عمدة المدينة، أكدت لكل المتتبعي الشأن السياسي والمحلي، أن تحالف الأغلبية المكون لمجلس جماعة طنجة، والذي يستمد وجوده من التحالف الحكومي، هو تحالف وهمي لا يجد لذاته مقومات التحالف السياسي، فغالبا ما يخضع لعامل الضعف والقوة، فرغم حصوصلهم على كل التفويضات، إلا أن التحالف القائم على النزاعات الذاتية لن يصل لشيء. مداخلة غيلان، هي نفسها مداخلة محمد الحمامي رئيس أكبر مقاطعة في المغرب ، مقاطعة "بني مكادة"، فالمستمع والمنتصت لها، سوف يخلص لأمر واحد أن هذه المداخلات هي مداخلات شخصية تعبر عن أشخاص بذواتهم وليست بمداخلات سياسية لأحزاب سياسية، إن هي وجدت هذه الأحزاب التي أفرغت من محتواها وأدوارها لأمر في نفس يعقوب. وإذا كان العديد من المهتمين بالخطاب السياسي، يؤكدون أن مدينة طنجة خاصة والمغرب عامة لم يعد يمتلك أحزاب الأغلبية القادرة على الدفاع وتنفيذ مشروعها السياسي، فمدينة طنجة ايضا تسجل غيابا شبه تام لأحزاب المعارضة، والغريب أن المعارضة بطنجة كان يجب أن تكون قوية نظرا لغالبيتها إما أحزاب يسارية مثل:" الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية/ حزب الإشتراكي الموحد/ التقدم والإشتراكية/حزب جبهة القوى الديموقراطية…"، أو حزب إسلامي "العدالة والتنمية". لكن واقع الأمر الأحزاب المحسوبة على المعارضة هي أحزاب هجينة، منها تناصر الأغلبية المسيرة، ومنها غير معنية بالأمر، إذا ما إستثتيتا حزب الإشتراكي الموحد، الذي قام ببعض مبادرات تحسب له، وإن كان قد أخفق في بعض المحطات، لكن من منطلق من يمارس يخطأ، يبقى حزب الشمعة مقارنة مع ما هو موجود بطنجة أحسن حالا. إن المشهد السياسي بطنجة، أصبح مأسوف عليه، ويدعو للغثيان في بعض المرات، وإلا الشفقة على أحوال بعض السياسيين في بعض المرات، لدرجة أصبح غالبية المواطنين والمواطنات يرفضون العملية السياسية برمتها، نظرا لفقدان الثقة. وتجدر الإشارة أنه بالرغم من وجود عدد من السياسيين الشباب، سواء بمجلس الجماعي بطنجة، أو بالمقطعات الأربع، فلاشيء تغير على المستوى السياسي، ولا على المستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والمواطنات، فأين الخلل إذن؟ تم نسخ الرابط