رفع ملك المغرب من سقف تطور العلاقات المغربية الاسبانية بدعوة رئيس الحكومة الاسبانية للقيام بزيارة رسمية للمغرب في أقرب الآجال. جاء ذلك في بلاغ صادر عن الديوان الملكي بمناسبة لقاء القمة بين البلدين الذي ينعقد في الرباط اليوم وغدا 1 و2 فبراير من السنة الجارية، كما جاء البلاغ بعد مكالمة هاتفية مطوّلة بين الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الاسبانية بيدرو صانشيص صباح اليوم مشيدا بالتطور الذي تعرفه المرحلة الجديدة للشراكة الثنائية منذ لقاء أبريل 2022 بين جلالة الملك ورئيس الحكومة الاسبانية، ونوّه العاهل المغربي في نفس البلاغ بانعقاد الدورة الثانية عشرة للاجتماع رفيع المستوى بين البلدين بع ثماني سنوات على عقد الأخير في مدريد سنة 2015. يأتي الاتصال الهاتفي للملك محمد السادس وبلاغ الديوان الملكي المغربي للتأكيد على أهمية انعقاد لقاء القمة بين البلدين والرد غير المباشر على لوبيات معارضة لتطور العلاقات المغربية الاسبانية من انعقاد هذه الدورة والرهان على فشلها. إسبانيا حسمت في قرار تطوير علاقتها مع المغرب واستفادت من الدرس الأمريكي بعد اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بمغربية الصحراء ببراغماتية، وتراهن على دور أكبر في علاقتها بالمغرب وعبره في إفريقيا، وتطوير التعاون الأمني وملف الهجرة ومكافحة الارهاب. عدد الاتفاقيات المزمع توقيعها(20 اتفاقية) والوفد الحكومي الاسباني الرفيع الذي يحضر في هذا اللقاء(12 وزير ووزيرة)، واللقاء الموازي لمنظمات المقاولين ورجال الأعمال المغاربة والاسبان الذي ينعقد هذا المساء في مدينة سلا ، والملفات موضوع الاتفاقيات الثنائية المزمع توقيعها تجعل من هذه القمة محطة أساسية في العلاقات المغربية الاسبانية وتطبيق خطة طريق جريئة وواعدة أساسها البيان المشترك بين الحكومتين بعد انفراج الأزمة وزيارة رئيس الحكومة بيدرو صانشيص للرباط مستهل شهر رمضان الفارط. بقدر ماهي ضرورية وحيوية العلاقات بين المغرب وإسبانيا، بقدر ما كانت تاريخيا صعبة ومعقدة لأسباب تتعلق أساسا بالسياسات السابقة للجارة الشمالية في تعاملها مع مصالح المغرب الحيوية وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية وعناصر أخرى شائكة تتعلق بالجفاء التاريخي والحقبة الاستعمارية، وتقديري أن رسالة رئيس الحكومة في أبريل من السنة الفارطة إلى ملك المغرب تعترف فيها إسبانيا بمغربية الصحراء واعتبار المقترح المغربي الحل الممكن والواقعي والوحيد لحل النزاع المفتعل في الصحراء كانت مفتاح انطلاق علاقات جديدة متوازنة وفي إطار الندية والشفافية والمصالح المشتركة. ولعل أبرز الملفات الشائكة ملف الهجرة غير النظامية والأمن ومحاربة الإرهاب، وهي ملفات باشرها المغرب بجدية ومسؤولية وفاعلية مشهودة، لكنه كان يشترط إطار شراكة يضمن مصالح البلدين ويرفض صراحة دور دركي الحدود، تقديري أن إسبانيا فهمت مؤخرا شروط علاقات متوازنة مع المغرب بداية بتغيير جذري في موقفها بشأن موضوع الصحراء، ما شكَّل منعطفا قويا للدفع بالعلاقات الثنائية إلى مستوى ينافس علاقات المغرب بفرنسا. تأتي المكالمة الهاتفية بين العاهل المغربي ورئيس الحكومة الاسبانية صباح اليوم 1 فبراير، والبلاغ الصادر عن الديوان الملكي للتأكيد على تصميم البلدين مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية والرد على حملات التشكيك في متانتها من طرف لوبيات معادية للمغرب سواء في أوروبا أو في شمال إفريقيا، كما جاء الرد الاسباني من خلال تدوينة لرئيس الحكومة الاسبانية بيدرو صانشيص على حسابه في تويتر منوها بالاتصال الهاتفي من طرف ملك المغرب الذي طبعه الدفئ حسب نص البلاغ الملكي المغربي، والتأكيد أن مسيرة العلاقات المغربية الاسبانية الجديدة انطلقت بإصرار ولن تعود إلى الوراء مهما كانت التحديات، وأن خيار البلدين استراتيجي وبعيد المدى ويخدم مصالح البلدين والشعبين ومن خلالهما الإقليم والعلاقة مع القارة الافريقية. تجدر الإشارة أن هذه القمة الثنائية بين المغرب وإسبانيا تواجه بعض التحديات، أبرزها ملف ترسيم الحدود البحرية، وملف المراقبة الجوية للطيران على الأقاليم الجنوبية المغربية اللذان لا تبدي إسبانيا استعدادا لحسمهما في المدى القريب.. تم نسخ الرابط