ارتفع مع بداية الأسبوع الجاري وثيرة الحملات الانتخابية لمرشحي الأحزاب السياسية التي تتسابق من أجل الظفر بأحد المقاعد الخمسة المخصصة لدائرة تطوان. ويتنافس حولها مرشحون بارزون ينتمون لأحزاب التجمع الوطني للأحرار والبام والاتحاد الاشتراكي والعدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية والاستقلال والحركة الشعبية واليسار الاشتراكي الموحد وفيدرالية اليسار، في وقت فضلت فيه بعض الاحزاب عدم تقديم مرشحيها لمعرفتها المسبقة بانعدام حظوظها في هذا السباق. وإذا كانت جل التوقعات ودون مبالغة تحسم في المقعدين الأولين الذي لن يخرج عن "الطالبي العلمي" و" العربي أحنين" عن لائحتي الحمامة والجرار، فإن المقاعد الثلاثة المتبقية تبقى مفتوحة على جل الاحتمالات والمفاجآت. ويبرز اسم " حميد الدراق" وكيل لائحة "الوردة" بدائرة تطوان للاستحقاقات البرلمانية كواحد من المرشيحن الذين من المحتمل أن ينافس بقوة على المقعد الثالث على حساب العدالة والتنمية بالنظر لتظافر مجموعة من العوامل الذاتية والموضوعية. ينحدر "حميد الدراق" من عائلة سياسية كبيرة حيث كان والده مستشار وبرلماني سابق، وهو ما مكنه من اكتساب الخبرة والتجربة في الميدان السياسي والانتخابي وكيفية إدارة الحملات الانتخابية في المناطق والدوائر الخاصة بالعالم القروي والتي سيراهن عليها بشكل قوي من أجل تعزيز موقعه كثالث الترتيب في دائرة تطوان. ويحظى " الدراق"بشبكة علاقات كبيرة سواء على مستوى مدينة تطوان أو بالإقليم، حيث يشغل رئيس جمعية تجار المواد الغذائية بتطوان كما كان مسيرا سابقا بفريق المغرب التطواني في عهد عبد المالك أبرون، ورئيسا لجماعة تنقوب بإقليم شفشاون وهو ما يجعله على دراية تامة بالطريقة التي تدور بها الانتخابات بالعالم القروي. وتعد جماعة بني سعيد التي تضم مدينة وادي لو، المعقل التاريخي لحزب القوات الشعبية، حيث يراهن "الدراق" عليها بشكل كبير لحصد عدد كبير من أصواتها. ويعزز ذلك وجود اسم " عبد السلام حيون" الذراع الأيمن والصديق الوفي للراحل "محمد الملاحي" كوكيل اللائحة الجهوية وهو ما سيقوي من تموقع حزب الاتحاد الاشتراكي بهذه الدائرة كقوة أولى. وكشفت مصادر شمال بوست، إلى أن امتداد " حميد الدراق" داخل مجموعة من الجماعات القروية بدائرة بني حسان، يتيح للرجل فرص أكبر للدفاع عن حظوظه القوية للفوز بالمقعد البرلماني، وبالتالي الحفاظ على إرث القوات الشعبية بدائرة تطوان. ويعي " الدراق" حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه كوكيل حزب عتيد بجهة الشمال في مواجهة باقي المنافسين، وهذا ما يدفعه لخوض حملة انتخابية صامتة بعيدة عن البهرجة و"البوز" مبنية على التواصل المباشر مع المراكز التي يراها داعمة أساسية له في هذا الاستحقاق.