أمر غريب ذاك الذي يحدث ببيت " علال الفاسي " بتطوان، إذ أصبح الحسم في اسم وكيل اللائحة للانتخابات التشريعية المقررة 7 اكتوبر القادم أشبه بمسلسل يجمع بين الدراما والإثارة في نفس الوقت، حيث لا يكاد يمر يوم إلا ويتم الإعلان عن مرشح جديد خلف للسابق، قما يلبث الجديد أن ينحسب على غرار سلفه. أتباع شباط بتطوان عقدوا لقاءا بمقر الحزب أعلنوا فيه عن تمسية " عبد السلام البياري " وكيلا للائحة " الميزان " بعد أن سارت كل التكهنات والتوقعات نحو " أشرف أبرون "، وبدأت التوقعات تتكهن بقرب الحصول على المقعد البرلماني لما يتمتع به " البياري " من حنكة وتجربة سياسية منذ سنين طويلة بعد أن تمرس بالحزب الوطني الديمقراطي ومن ثم التحاقه بحزب الأصالة والمعاصرة حيث كان قاب قوسين من الفوز بمقعده البرلماني خلال الانتخابات التشريعية 2011 حيث لم يفصله سوى أصوات معدودة عن المرشح الاتحادي " الملاحي " الذي احتل الصف الخامس. فرحة الاستقلاليين والتعويل على المرشح المنتظر لإعادة أمجادهم بتطوان، لم تكتمل حتى أعلن " البياري " سحب ترشيحه بشكل مفاجئ دون الإعلان عن أسبابه، انسحاب ربطه المتبعون بمسألة " الشكارة " إذ على ما يبدو أن الرجل كان ينتظر دعما ماليا من الحزب لتمويل حملته الانتخابية، وعدم الاقتصار على جيبه الشخصي، خاصة وأن الحملات الانتخابية أصبحت تتجاوز مئات الملايين عند بعض الأحزاب. عيون الاستقلاليين انتقلت بسرعة البرق نحو " حميد الدراق " وهو شاب سبق له وأن خاض الانتخابات الجماعية سواء على مستوى مدينة تطوان داخل حزب الأصالة والمعاصرة سنة 2009، أو حاليا بمسقط رأسه بشفشاون كمستشار بمجلس الجماعة القروية تنقوب وعضو بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة طنجةتطوانالحسيمة، في الوقت الذي قبل فيه " البياري " أن يكون وصيفا خلفا الدراق، وهو يراهن ما جعل الحزب يراهن وبقوة في الحصول على مقعدين في دائرة تطوان، خاصة أن اللائحة ستكون مطعمة بأشخاص ذووا كفاءة وتجربة وخبرة كبيرة. في خطوة مفاجئة لم يمضي على قبول " الدراق " قيادة لائحة الميزان ساعات حتى أعلن انسحابه هو الآخر من السباق بشكل أثار استفهامات كثيرة داخل اوساط المتتبعين للشأن السياسي والانتخابي بتطوان، وعزز من احتمال وجود خلافات داخل البيت الاستقلالي سواء تعلق الأمر بمسألة التمويل المالي أو الأسماء المكملة للائحة، ما سيقوض من حظوظ الحزب في الفوزبمقعد برلماني في ظل هذه المتغيرات. أمام الوضع الغير المستقر كان لزاما على الأمانة العامة لحزب الاستقلال التدخل من أجل اختيار وكيل لائحة جديد، لم يكن من المفاجئ للجميع أن يستقر على اسم " محمد أشرف أبرون " وكيل اللائحة للانتخابات الجماعية والذي استطاع أن يعيد أبناء علال الفاسي لمقاعد حضرية تطوان بعد أن غابوا عنه للولاية الجماعية السابقة. " أشرف ابرون " ربما بدا غير متحمس لخوض السباق الانتخابي البرلماني، وحرق المراحل دفعة واحدة، إذ أن عدم الفوز بالمقعد البرلماني سيشكل ضربة قاصمة للمستقبل السياسي للرجل، خاصة وأن الحملة الانتخابية الرسمية لم يتبقى على انطلاقها سوى أيام قليلة، ما سيصعب عليه التسريع في عملية التنسيق والبحث عن مدعمين من العالم القروي الذي لا يوجد لحزب الاستقلال أي امتداد فيه، دون أن ننسى مسألة " الشكارة " التي على ما يبدو تبقى العقبة الأساس أمام وكلاء لائحة الميزان المنسحبين. وتتحدث مصادر عن ان حزب الاستقلال استقر بشكل نهائي على اسم الدكتور " رشيد الأميري " لقيادة لائحة الميزان، مع ما رافق الرجل من حديث عن عدم أهلتيه القانونية في الترشح خلال الانتخابات الجماعية بسبب مشكل قضائي، سرعان ما تبدد امام قبول السلطات المحلية قبول اللائحة الاستقلالية التي كان وصيفها وراء " أبرون أشرف ". حظوظ الاستقلاليين بتطوان بدأت تتقلص أمام هذا الوضع المتأزم والانسحابات المتكرة لوكلاء اللوائح والذي ينذر بتبدد أحلامهم بالعودة لقبة البرلمان، ما يجعل التساؤلات تتناسل حول طبيعة المشاكل الداخلية التي يعيشها بيت " علال الفاسي " بتطوان وهل تكون مرتبطة ب " الشكارة أم صراع حول المراكز.