تختلف الحملة الانتخابية للتشريعيات بالمغرب المقررة يوم 8 شتنبر القادم عن باقي الحملات التقليدية التي تعتمد على توزيع المنشورات والمهرجانات الخطابية وحشد المواطنين في الأحياء والساحات العمومية. ودفعت الوضعية الوبائية ببلادنا وزارة الدخلية إلى فرض وتقييد الاحزاب السياسية بمجموعة من التدابير الاحترازية كان أهمها منع التجمعات الخطابية التي شكلت صدمة قوية لمجموعة من المرشحين. وهنا برز دور الإعلام الرقمي كوسيلة بديلة أو داعمة للحملات الانتخابية للأحزاب السياسية، من خلال استعمال فضاءات التواصل الاجتماعي أو التعاقد مع المواقع الرقمية والإخبارية، وجعلها واجهة إعلامية دعائية من أجل الإسهام في توجيه الرأي العام نحوزمرشحيها وبرامجها الانتخابية التي تهدف إلى استمالة الناخبين وإقناعهم بالتصويت على مرشحيهم. ويمثل جمهور الإعلام الجديد في المغرب الشريحة الكبرى. وكشف تقرير دولي حديث عن معطيات هامة بشأن علاقة المغاربة مع الإنترنت وارتباطهم المتزايد مع شبكات التواصل الاجتماعي. وتضمن التقرير الذي جاء بعنوان "DIGITAL 2019" أرقاما تفصيلية عن حجم استخدام المغاربة للشبكة العنكبوتية، التي يلج إليها أكثر من 22 مليون مغربي، ما يمثل نسبة 62 في المئة من السكان. ويتضح من خلال الأيام الأولى لانطلاق الحملة الانتخابية بتطوان وعمالة المضيقالفنيدق، ضعف التواصل الرقمي عند مجموعة من الأحزاب السياسية، حيث باتت تعتمد فقط على صفحات فايسبوكية لعرض برامجها الانتخابية أو تقريب مرشحيها من الكثلة الناخبة بطريقة تقليدية، بينما تلعب وسائل الإعلام الرقمي دورا متزايدا برفع فرص المرشحين أو خفضها، وتصنف بأنها تمثل وسيلة إعلامية مؤثرة في مشهد الانتخابات. وفي ظل هذا الظرف الاستثنائي الموسوم بوباء كورونا، يبقى الفضاء الرقمي الملجأ الوحيد لكل الممارسات السياسية لكون الحملات الانتخبية والدعاية السياسية الرقمية ستكون مكملة للحملات الانتخابية التقليدية التي تتمثل في توزيع المنشورات والتتواصل المباشر مع الناخبين لأن المزاوجة بين الفضاءين الرقمي والواقعي ستتيح للمتنافسين الوصول إلى شرائح أوسع من الأصوات. وسيتضح الفرق مع ارتفاع زخم ووثيرة الحملات الانتخابية في الإمكانات التأثيرية للحملات "الرقمية" وقدرتها على توجيه الرأي العام الانتخابي، حيث أظهرت بعض الأحزاب وعيا حقيقيا بإمكانات استثمار الإعلام الرقمي في التواصل السياسي، في وقت مازالت أخرى تتخبط بين فضاءات الفايسبوك والحملات التقليدية.