شكل التحاق مجموعة من مستشاري حزب العدالة والتنمية بجماعة تطوان لحزب الاستقلال حدثا استأثر باهتمام الرأي العام. ولم يكن ليمر دون إثارة الكثير من التساؤلات والتأويلات حول الأسباب التي دفعت هذه المجموعة إلى مغادرة البيجيدي خاصة وأن بعضها كان يحظى بمهام تدبيرية وتسييرية لشؤون الجماعة وآخرون يرأسون لجان مهمة ويحظون بثقة رئيس الجماعة "محمد إدعمار". وذهبت بعض التأويلات ساعتها إلى ان عملية الاستقطاب التي قام بها حزب علال الفاسي وسط إخوان العثماني بتطوان كانت ضربة "معلم" رغم الاستياء الذي انفجر وسط عدد من مناضلي الاستقلال على اعتبار أن القادمين الجدد سيحظون بمكانة أرقى داخل لائحة الحزب الانتخابية وقد تسند لأحدهم مهمة تزعم اللائحة الجماعية في عدم احترام صريح للديمقراطية الداخلية، بعد طرح اسمي "بنزينة" و"ناصر اللنجري". سيجد إخوان العثماني مخاطب من الطابور الخامس داخل حزب الاستقلال ولم تخف بعض الآراء التي استقتها شمال بوست، تخوفها من أن يشكل التحاق عدد من مستشاري العدالة والتنمية وقياديين سابقين طابور خامس داخل حزب الاستقلال، من أجل تنفيذ مخطط يهدف إلى إنقاذ حزب العدالة والتنمية الذي بات يعي جيدا كونه غير مرغوب فيه للتحالف مع باقي المكونات السياسية بتطوان. وهكذا سيجد إخوان العثماني مخاطب من الطابور الخامس داخل حزب الاستقلال خاصة في حال تحقيقه نتائج جيدة في الانتخابات القادمة وحصوله على مقاعد تؤهله لعقد تحالفات للعودة لتسيير الجماعة. وارتكزت هذه الآراء في تخوفاتها على الأسباب التالية : أولا : أن الأسماء الملتحقة بحزب الاستقلال لم تعلن في بيان لها أو تصريح للأسباب الحقيقية التي دعتها إلى مغادرة حزب العدالة والتنمية. ثانيا : أن هذه الأسماء لم تكن في يوم من الأيام خاصة المستشارون الجماعيون في خلاف مع رئيس الجماعة أو انقلبت عليه داخل المجلس الجماعي حيث فضلت عدم الحضور في الدورات الاخيرة ربما لتجنب مواجهة "إدعمار" والتصويت ضد مخططاته. ثالثا : أن اسم " سعيد بنزينة" كان يحظى بثقة كبيرة لرئيس جماعة تطوان "محمد إدعمار" وينعت بعلبته السوداء، وكان مفضلا عنده على عدد من نوابه، حيث كان يمنحه مهمة النيابة عنه في حال غيابه، وترأس الاجتماعات مع رؤساء الأقسام والمصالح رغم كونه النائب السادس في ترتيب نواب الرئيس. كما أن "دانييل زيوزيو" كان يشغل رئيس لجنة المالية، وعلى ود ووفاق مع رئيس الجماعة "محمد إدعمار". هذا في وقت تتأرجح فيه التأويلات بخصوص "ناصر اللنجري". فالرجل كان من قياديي الحزب زمن الأمين بوخبزة قبل أن يدخل في مواجهة مباشرة مع إدعمار بسبب طريقة تدبير الانتخابات ولوائحها، حيث كان يعارض هيمنة الفرد والإسم الواحد داخل الحزب، وهو ما يفسر التقاطه أول فرصة سياسية بالالتحاق بحزب الاستقلال. ويذهب الرأي الثاني، إلى أن خلاف اللنجري مع شخص إدعمار وليس مع حزب العدالة والتنمية، والذي قد يبادر إلى مد يد التحالف معه مستقبلا خاصة إذا لم يتم وضع "إدعمار" على رأس لائحته الجماعية. قياديو الاستقلال من جهتهم يعتبرون عملية الاستقطاب التي قاموا بها تعزز من فرص الحزب في الانتخابات الجماعية والبرلمانية القادمة، وأن الأسماء التي اثتت مقر حزب علال الفاسي تعي جيدا أن ولاءها الأول والأخير ل"الميزان"، وعلى كون عملية التحالفات تفرضها النتائج المعلن عنها والمحددة لعدد المقاعد، وبالتالي فالحديث عن مد اليد لإخوان العثماني يبقى سابقا لأوانه، خاصة وأن التحالف السابق لم يستفد منه الاستقلاليون في أي شيء، وهو ما دفعهم إلى الدخول في تنسيق مع باقي مكونات المجلس الجماعي والانسحاب من ما كان يعرف ب"تحالف الوفاء".