حلت اليوم بمدينة تطون لجنة تحقيق خاصة أوفدها وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية "أحمد التوفيق" للوقوف على صحة الأخبار والمعطيات التي تداولتها الصحف والمواقع الرقمية بتطوان حول الفضائح التي تعرفها نظارة الأوقاف بالمدينة والمتمثلة في تفويت أراضي الأوقاف والتنازل عن التعرضات بالمحافظة العقارية والمحاكم. وينتظر أن تسفر تحقيقات لجنة "التوفيق" مع مسؤولي نظارة الأوقاف بتطوان عن قرارات زجرية وتأذيبية وربما تحويل بعض الملفات إلى القضاء لإعادة الأمور إلى نصابها، خاصة أن الأراضي والأملاك التي تم تفويتها والتلاعب في سومتها الكرائية تدخل في باب الأوقاف المحرم الاقتراب منها. وكانت شمال بوست سباقة إلى الحديث عن بعض تلك الفضائح التي تخص تفويتات لبقع أرضية تابعة للأوقاف لفائدة منتخبين ومنعشين عقاريين ومقاولين بطرق مشبوهة من أجل إقامة مشاريع خاصة. وتفجرت الفضيحة حسب ما سبق نشره في شمال بوست خلال السنة الماضية، بعد مراسلة من ناظر الأوقاف إلى المحافظ على الأملاك العقارية بتطوان، في شأن الموافقة على عملية تحديد مطلب لتحفيظ رسم عقاري، والذي بقدرة قادر لم تعد للنظارة مصلحة في التنازع أو التعرض حوله، رغم أن أجزاءا من نفس الرسم العقاري كانت موضع جبي للكراء في سنوات سابقة لفائدة نفس النظارة. وكان ناظر الأوقاف بمدينة تطوان قد تنازل عن قطعتين أرضيتين تابعتين لمسجد بمنطقة تمودة كانا موضع نزاع قضائي بين نظارة الأوقاف وعائلة منتخب معروف بفضائحه العقارية، رغم أنهما مسجلين كأملاك لوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، الشيء الذي دفع نشطاء حقوقيين إلى البحث في ملفات أخرى تم التنازل عنهم بنفس الطريقة. وكانت القطعتين الأرضيتين المتخلى عنهما لفائدة عائلة المنتخب المعروف بفضائحه العقارية والعمرانية، قد تم نزع ملكيتهما من طرف وكالة تهيئة سهل مرتيل، حيث دخلت عائلة المنتخب ونظارة الأوقاف في البداية في نزاع قضائي حولهما قبل أن يتنازل ناظر الآخيرة عن الحق فيهما. وغير بعيد عن القطعتين الأرضيتين السابقتين، تخلى ناظر الأوقاف بتطوان أيضا عن أجزاء من مقبرة المجاهدين بطريق بوعنان (حصلت شمال بوست على وثائق تثبت ملكية وزارة الاوقاف لتلك القطع الارضية) لفائدة أشخاص، الشيء الذي يثير الكثير من الشك حول تلك التنازلات على مطالب تحفيظ سابقة.