أشادَ وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، بالدّور الكبير الذي يلعبهُ المغرب في “الحرب” ضدّ الهجرة السرية، إذ “يوفّر الحماية وينقذ المهاجرين العالقين في البحر المتوسّط”، مؤكّداً أنّه “لن يدّخر جهداً في مطالبة الاتحاد الأوروبي برصدِ دعم إضافي لصالحِ الرّباط”. وكشفَ وزير الدّاخلية الإسباني، في حديثه لوسائل إعلام محلية، أنّ “هناك تنسيقا متواصلاً مع الجانب المغربي بهدفِ إرجاع آلاف المهاجرين المغاربة إلى موطنهم الأصلي”، رافضاً كشف عدد المرحّلين إلى الرباط، لكنه أصر على أنّ العملية تتمُّ “وفقًا للقانون وبمراعاة احترام الحقوق والحريات”. وخفضت جهود المغرب من الهجرة غير النظامية بنسبة 53% عام 2019، لكن مارلاسكا اعترف بأن الاهتمام يتركز الآن على “الجانب الكناري”، حيث لا يتوقف وصول المهاجرين غير الشرعيين؛ ففي يناير، على سبيل المثال، تمَّ تسجيل 708 من الوافدين، بزيادة 17 مرة عن يناير 2018. ودعا وزير الدّاخلية إلى “تخْصيص مساعدات مادية ولوجستيكية لفائدة الرّباط من أجل حماية الحدود الإسبانية، ومنعِ تسلّل مزيد من المهاجرين الأفارقة والمغاربة إلى التّراب الإسباني”. وفي هذا الصّدد، يشير الحقوقي عبد الإله الخضري إلى أنّ “الدعم المالي يمثّل مطلبا مستديما للمغرب، وليس هناك استثناء في المسألة، عدا أن الحكومات الإسبانية الأخيرة، وبإيعاز من بعض الدول الأوروبية، باتت أكثر ثقة في الدولة المغربية وقناعة بنجاعة تدخلها واضطلاعها بمهام حراسة حدودهما المشتركة”. وتتجلى مظاهر هذه الثّقة حسب الحقوقي ذاته في بعض النتائج الملموسة ظرفيا في هذا الاتجاه، معتبرا أن الأمر “حسابات سياسية صرفة، إذ يفضل سياسيو إسبانيا وأوروبا عامة أداء فاتورة مالية دون تحمل فاتورة إنسانية وأخلاقية قد تجعلهم محط مساءلة محرجة”. ولا يراهنُ الحقوقي نفسه على الدعم المالي لإيقاف زحف المهاجرين، رافضاً “دور الدركي الذي يلعبه المغرب في مقابل دعم مالي سخي نسبيا”، وزاد: “ما هو إلا ذر للرماد في العيون، لأن ظاهرة الهجرة السرية إفراز طبيعي لواقع فاسد مرير، في مقابل توالي الأجيال الصاعدة الباحثة عن ظروف عيش أفضل وعمل بكرامة، ليس فقط في المغرب، بل حتى في عدد من دول إفريقيا”. واستطرد الحقوقي ذاته: “إننا أمام حالة تدفق بشري مستمر في الزمان”، متسائلاً: “هل خنق مسارات المرور إلى أوروبا كفيل بالحد من الظاهرة؟ شخصيا لا أعتقد.. الحل يكمن ضمن نطاق آخر غير زيادة الدعم أو تشديد الحراسة”.