تعرض ثلاثة أفراد من القوات المساعدة، ليلة الخميس الماضي، بمنطقة “واد لاو”، إلى اعتداء وصف “الشنيع”، من قبل أفراد عصابة متخصصة في التهريب الدولي للمخدرات. وفي التفاصيل، أوردت مصادر “الصباح”، أن أفراد القوات المساعدة كانوا يقومون بدورية ليلية، في حوالي الساعة التاسعة والنصف ليلا، قبل أن يفاجؤوا عند الوصول إلى شاطئ “مكاد”، بوجود “زودياك”، وعدة أشخاص مدججين بالهراوات والأسلحة البيضاء، وكمية مهمة من المخدرات ولم تتسرب معلومات رسمية حول الواقعة، بينما نشر موقع للتواصل الاجتماعي صورا وتعليقات حول الموضوع. ورفض أفراد القوات المساعدة مبالغ مالية مهمة عرضت عليهم من أجل السماح لأفراد العصابة بتهريب كمية كبيرة من المخدرات، قدرتها المصادر ذاتها، بأزيد من 70 رزمة، وطالبوا من المهربين التوقف عن شحن المخدرات وتسليم أنفسهم، وهو الأمر الذي لم يستسغه أفراد العصابة الإجرامية المختصة في التهريب الدولي للمخدرات، فحاصروا أفراد القوات المساعدة واعتدوا عليهم بالأسلحة البيضاء وهددوهم بالقتل، فيما لم تصل دورية للدرك إلا بعد مغادرة القارب، ليتم نقل ثلاثة عناصر من القوات المساعدة على وجه السرعة، وهم في حالة حرجة إلى مستعجلات مستشفى سانية الرمل لتلقي العلاجات الضرورية. وأسفر تدخل عناصر الدرك الملكي عن توقيف ثلاثة أشخاص، إذ تم اقيادهم إلى مقر القيادة الجهوية للدرك الملكي بتطوان من أجل مباشرة عملية البحث، حيث جرى الاحتفاظ بهم رهن تدابير الحراسة النظرية لفائدة البحث وفقا لتعليمات الوكيل العام لدى استئنافية المدينة، في انتظار تقديمهم إلى العدالة من أجل المنسوب إليهم. واستمر البحث مع الموقوفين الثلاثة لأولى ساعات صباح الجمعة الماضي، إذ أثارت العملية الشبهات، خاصة حول أفراد الدرك، الذين أكد مصدر مسؤول من السلطات المحلية أن بعضهم قد يكون متورطا في العملية، على اعتبار أن المنطقة الخاضعة لنفوذ الدرك كانت غير محروسة كالعادة، وخلا الجو فيها للمهربين لنقل المخدرات إلى شاطئ “مكاد” وإتمام عمليتهم بكل ارتياح كما بدا على بعضهم، حسب تقرير عناصر القوات المساعدة، فيما لم تصل دوريتان للدرك إلا بعد مغادرة القارب. وضربت مصالح الدرك طوقا من السرية على هذه العملية التي استنفرت مختلف الأجهزة الأمنية بالمدينة، وعلمت “الصباح” أنه تم الاحتفاظ بإثنين من المصابين لتعرضهما لإصابات بالغة، توزعت بين كسور وإصابات في الرأس والوجه، تستدعي عمليات جراحية. وحسب مصادر “الصباح”، فإن المعلومات الأولية للبحث، كشفت أن هذه العصابة الإجرامية المتخصصة في الاتجار الدولي في المخدرات، يتزعمها “بارونان” للمخدرات، أحدهما معروف بلقب (ح د الرمل)، و مبحوث عنه على خلفية قضايا تتعلق بالاتجار الدولي في المخدرات، والآخر سبق له أن كان مقيما لمدة طويلة في مدينة إشبيلية بإسبانيا.