لست وحدك محتقر.. كلنا محتقرون في هذا الوطن الفسيح، فالاحتقار صفة ألصقت بنا ولا تكاد تفارقنا كل لحظة وحين. محتقرون، لأن دولتنا تحتل مراكز متأخرة في التصنيف العالمي لجودة التعليم والصحة ومحاربة الفساد. محتقرون، لأن ثروات بلدنا تتحكم فيها الأقلية البورجوازية، بينما الأغلبية الفقيرة تشاهد وتتمنى توزيعا عادلا للثروة لن يتحقق حتى في أحلام اليقظة والنوم معا. محتقرون، لأن سياسيينا نصبوا علينا بالوعود بينما انغمسوا في ملذات الريع والبحث عن المناصب وضمان مستقبل أبنائهم. محتقرون، لأن الحكومة ماضية في تصفية الطبقة المتوسطة. محتقرون، لأن الطبقة الفقيرة في طريقها للزوال. محتقرون، لأن شبابنا وشاباتنا والقاصرين والقاصرات اختاروا الهروب على ألواح النجاة، فابلعتهتم مياه البحر شمالا وغربا. محتقرون، لأن نساءنا وصغارنا يموتون بمعبر الذل والهوان. محتقرون، لأننا شعب يسعى منذ الصباح الباكر فقط لتوفير ثمن الكراء والماء والكهرباء ولقمة تسد الرمق. محتقرون، لأن الشعب مجرد “طالب معاشو”. محتقرون، لأننا وثقنا في الوعود الزائفة بمغرب جميل، مغرب العهد الجديد، مغرب حقوق الإنسان، فأصبحنا نعتقل بالصدفة. محتقرون، لأننا تعرضنا للنصب باسم الدين والأيديولوجيا. محتقرون، لأن ميزان العدل اختل في بلاد الإسلام. أعتذر منك سيدي، فلست وحدك محتقر. مشاهدة ملامحك ونظراتك وهم يدوسون على كرامتك أدمى قلوبنا جميعا. أنت مجرد نموذج من ملايين المغاربة على شاكلتك.