أثارت عملية إطلاق الرصاص الحي من طرف البحرية الملكية المغربية على زورق كان على متنه مجموعة من المرشحين للهجرة الغير القانونية، وإصابتهم عدد منهم بين قتيلة وجرحى، موجة انتقادات واسعة، حيث عبر نشطاء حقوقيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي عن عضبهم وإدانتهم للطريقة الغير المفهومة التي تعاملت بها دورية خفر السواحل مع مهاجرين عزل لم يشكلوا أي تهديد ضد عناصرها. المحامي عبد القادر الصبان المحامي والناشط الحقوقي عبد القادر الصبان قال في اتصال مع شمال بوست أن اطلاق النار في السياق الذي جاء فيه يهدف الى وضع حد لموجة الهجرة الشبه الجماعية للشباب المغربي، والتي قال أنها أحرجت السلطات المغربية أمام الرأي العام داخليا وخارجيا، وبالتالي كان خيار الردع العنيف كتعبير عن العجز عن الخروج من المأزق، مضيفا، أن الأمر يتعلق بفضيحة قانونية واطأخلاقية لحد الآن لم تأخذ أبعادها الحقيقية بعد، متوقعا أن تشهد في الأيام القادمة تفاعلات مهمة. وحول التكييف القانوني للحادثة أضاف الصبان “إطلاق النار من الذخيرة الحية من طرف البحرية الملكية هو مسألة تخضع لضوابط أهمها شرط التناسب مع التهديد الذي يشكله الشخص أو الأشخاص المستهدفين، ثم إذا اقتضى الحال يتم إطلاق طلقات تحذيرية في الهواء، ثم هناك الرصاص المطاطي، كما أنه كان بالإمكان استهداف محركات الزورق المطاطي لتعطيله.. أما إطلاق النار على أشخاص عزل بهذه الطريقة فهو جريمة مكتملة الأركان ويتعين محاسبة المسؤولين الذين أصدروا الأوامر بتنفيذها”. الأستاذ خالد البكاري من جانبه اعتبر الأستاذ الجامعي والناشط الحقوقي خالد البكاري في تصريح لشمال بوست أن المعطيات الموجودة لحد الأن تبين أن إطلاق البحرية الملكية الرصاص على قارب كانت كل القرائن تدل على أنه يحمل مرشحين للهجرة غير القانونية يعتبر تحولا نوعيا في تعامل الدولة المغربية مع هذا الملف، وهو تحول سلبي للأسف، كان أمام البحرية الملكية بدائل كثيرة لتجنب مأساة قتل شابة تبحث عن العيش الكريم، أقل هذه البدائل تكلفة هو دفع القارب للعودة للمياه الإسبانية مادام كان فارا من حرس الحدود الإسبان بعد انطلاقه من سبتة، لا أحد يجادل في ضرورة محاربة مافيات التهجير السري، ولكن يجب على الدولة المغربية باعتبارها مصدرة للهجرة أن تستوعب أن سياساتها هي العامل المغذي لنزوع الرحيل، كما على أوروبا أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية في واقع الفقر الذي تعيشه دول الجنوب، وليس بقوانين تشدد على الحق في التنقل، الشهيدة حياة هي ضحية دولة لم تؤمن لها الحد الأدنى من الكرامة، وضحية قوانين أوروبية للهجرة، وضحية مافيا تهريب البشر التي تستفيد من هذا الوضع، من وجهة نظر حقوقية خالصة لا يمكن أن نعتبر سوى أن ما قامت به البحرية الملكية هو استهداف للحق في الحياة ما دام القارب لم يقم بأي هجوم مسلح، كما أنه مناف لالتزامات المغرب الدولية بخصوص حماية المهاجرين في عرض البحر.. نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك انقسموا ما بين متهكم على استخدام البحرية الملكية للرصاص ومدين لسلوكها، والذي اعتبروه جميعا سابقة لم تجرؤ حتى دول استقبال المهاجرين في أوروبا على اللجوء له. المدون ياسر اليعقوبي ياسر اليعقوبي الناشط الفايسبوكي المعروف بعمالة المضيقالفنيدق دَوّن على جداره منتقدا من يدعون أن من حق خفر السواحل إطلاق النار، قائلا “علاش خفر السواحل الاسبانية ماضربوش مع انه الزورق خرج من سبتة و ترصدوهم خفر السواحل قبل ما يخرجو فالمياه المغربية.. علاش مابغاوش يرتكبو هاد الجريمة؟ .. فين كانوا هاد “لامارين” ملِي كانت الحشيش كتخرج من شواطئ الدالية وواد المرسى وشاطئ تورة وشواطئ الريفيين و ألمينا بالقرب من الاقامة الملكية وأثناء تواجده و في عز النهار ؟. الناشطة الفايسبوكية “ندى المحمدي” اعتبرت لا نقاش في شوارع البلاد سوى عن الهجرة والوصول للضفة الأخرى إذ لم يعد إسم الفانطوم مجرد اسم عادي بالنسبة للشباب بل أضحى حلم يتردد على كل لسان صغير وكبير وأصبح ذاك الملاك المنقذ الذي ينتظره شبابنا على الشواطئ .. وأضافت، ليس غريبا هذا على شباب يعيشون الفقر والتهميش والبطالة، البحث على لقمة عيش في أوطان الاخرين وعن كرامة وحرية لم يجيدو شيئا منها ببلدهم بل الغريب في الأمر هو تعاطي الدولة المغربية مع هذا الموضوع بممثلتها “القوات البحرية الملكية” التي لم نرى لها أثرا لحظات ظهور الزورق المطاطي المعلوم على مجموعة من شواطى المدن الشمالية ولا الزوارق لأخرى التي تأدي بشبابنا إلى الهلاك ولا في إنقاذ المهاجرين العالقين بعرض البحر حيث كل يوم تظهر جثة جديدة بشاطئ ما.. إلى أن تغير هذا الوضع من التراخي والسيبة “بعين شافت وعين ما شفت” إلى سيبة أكبر وأخطر وهي إطلاق الرصاص على مهاجرين عزل راحت ضحيتها “حياة” اسم ومعنى تبحث عن حياة أفضل لها ولعائلتها ..” الناشطة الفايسبوكية ندى المحمدي واسترسلت “ندى” قائلة كان بالإمكان إطلاق الرصاص على محرك أو إطار الزورق أو إيقافه بعدة طرق بدل قتل وجرح شبان أبرياء عزّل لكنهم اختاروهم أكباش فداء لسد اللغو الحاصل على طول الخريطة المتسائلة عن دور “لامارين” في ما يقع بمعنى “نحن في الخدمة” لكن دون القيام بالواجب الحقيقي والمنصوص عليه دوليا في انقاذ المهاجرين بدل من ازهاق أرواحهم.. مدون حجب اسمه علق ساخرا “هنيئا للبحرية الملكية تقتل شي واحد لأول مرة في تاريخها، وطبعا بدأت بالمغاربة لأنها لم تشارك في أي حرب ضد أعداء الوطن، مبروك على البحرية الملكية هذا الانجاز العظيم… والله حتى الإسبان أرحم منكم معمرنا سمعنا طلقو الرصاص على شي قارب رغم أن حدود دولتهم هي المستهدفة وهي التي يقصدها المهاجرون… دماء هذه الشهيدة في رقابكم الى يوم القيامة”. من جانبه علق المدون محمد المرابط قائلا “بخصوص جريمة أمس بسواحل المضيق يتم الترويج لرواية أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها مضحكة، مفادها أن “ربان الزورق كان يحتمي بالمهاجرين لحظة إطلاق الرصاص”!!! يا سادة إن ربان الزورق مكشوف بالضرورة لأنه ممسك بالموجه (Gouvernail) لقيادة المركب، فكيف يمكنه “الاحتماء” بركاب الزودياك وقيادته بسرعة عالية في نفس الوقت.!!؟؟ يحاولون أن يقنعونا أن مطلقي الرصاص كانوا يحاولون إصابة قائد المركب فأصابوا الركاب.! في حين أن إصابة القائد أسهل بكثير من إصابة الركاب الذين يمكنهم الانبطاح في المركب بينما سائق الزودياك مجبر على الظهور للتحكم في مركبه. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن عملية إطلاق الرصاص حتى وإن افترضنا جدلا بقانونيتها في هكذا حالات، فإن فوهة النيران كان من المفروض أن يتم تسديدها صوب المحرك لتعطيل المركب وليس صوب صدور أشخاص عزل”. يضيف مرابط “لهذا وبناء على ما سبق فإن ما وقع بالأمس كان جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد مكتملة الأركان ومثبتة بالدليل القاطع والبرهان الساطع، فمن سيحاكم المسؤولين عن اقترافها ؟؟.