إسبانيا قد تنقل رفات الدكتاتور الفاشي فرانسيسكو فرانكو من مكانها قريبا بموجب خطة للحكومة الاشتراكية الجديدة لتحويل ضريح تموله الدولة إلى معلم للتذكير بالحرب الأهلية لا تمجيد الدكتاتورية. وسيكون هذا الإجراء هو الأحدث ضمن مجموعة من الإجراءات المهمة التي بدأها رئيس الوزراء الجديد بيدرو سانتشيث لتعزيز سلطته ولجذب الناخبين من اليسار قبل انتخابات عامة من المقرر أن تجرى بحلول منتصف عام 2020. ويسيطر سانتشيث، الذي تولى المنصب خلفا للسياسي المحافظ ماريانو راخوي عقب اقتراع على الثقة الشهر الماضي، على أقل من ربع المقاعد في البرلمان. وقال أوسكار بوينتي، وهو عضو كبير في الحزب الاشتراكي ومقرب من سانتشيث، في مؤتمر صحفي “قرار انتشال رفات فرانكو واضح تماما”. وما زالت الحرب الأهلية تلقي بظلالها على البلاد رغم مرور ما يقرب من ثمانية عقود على انتهائها. وغياب المحاسبة عن الحرب ترك جروحا لم تندمل كما تتزايد الضغوط لتحويل الموقع إلى مكان لإحياء ذكرى ضحاياها. وقال بوينتي إن الحكومة تخطط لتحويل الضريح الذي تموله الدولة إلى “مكان للاعتراف والذاكرة لجميع الإسبان”. ويضم الموقع الذي افتتحه فرانكو بنفسه عام 1959 كنيسة كاثوليكية شيدت على منحدر تل. وعارض الحزب الشعبي المحافظ محاولات نقل رفات فرانكو عندما كان في السلطة قائلا إن هذه الخطوة من شأنها أن تثير ذكريات أليمة بعد مرور ما يزيد على أربعة عقود على وفاة فرانكو ونحو 80 عاما على انتهاء الحرب الأهلية. لكن البرلمان الإسباني أقر العام الماضي نقل رفات فرانكو ورفات عشرات الآلاف الآخرين المدفونين في الضريح.