يبدو أن مشروع "طنجة تيك" لازال متعثرا ولن يرى النور، حيث أكدت مصادر متطابقة من داخل – جهة طنجةتطوانالحسيمة- أن الشركات الصينية التي كان من المفروض أن تبدأ في إقامة المصانع منذ شهر يناير الماضي لم تصل بعد، ولم يتم بناء أي مصنع في المنطقة، مضيفة أنه "لحد الآن لا يوجد شيء، فالشركات الصينية التي تقدر ب200 شركة، حسب الاتفاقية التي وقعت بين المملكة وشركة "هايتي" الصينية، لم تأت للاستثمار في المنطقة، وهو ما يضع رئيس الجهة إلياس العماري ووزير التجارة والصناعة مولاي عبدالحفيظ العلمي في مأزق". ووفق مصادر مطلعة فإن "الشركاء الصينيين الذين يُفترض أن يضخوا مليار دولار في المشروع، بدءا من سنة 2018، لا أثر لهم"، إذ إن رئيس الجهة يحاول التواصل معهم، لكن، حسب المصادر، انقطع التواصل مع هذه الشركات". ويعمل والي الجهة محمد يعقوبي، حسب المصادر دائما، جاهدا لتدارك تأخر دخول الشركاء الصينيين للمدينة الصناعية التي كان من المفترض أن تُحدث حوالي 100 ألف منصب شغل مباشر، وذلك من خلال محاولته إقناع شركات النسيج الموجودة بمدينة طنجة للانتقال إلى المدينة الصناعية لإنقاذها، إلا أن "هذه الشركات لم تقبل بعد عرض يعقوبي". وفي هذا الصدد علق أحد المطلعين على خفايا الموضوع بأن هذه المحاولات لن تشيد المدينة لأن الرأس المال الذي كانت ترتكز عليه المدينة، يعود إلى المستثمرين الصينيين. وفي هذا الشأن، نفى رئيس غرفة التجارة والصناعة بطنجة عمر مورو، أن تكون الشركات الصينية لم تلتزم بالاتفاقية التي وقعت بين المملكة والشركة الصينية "هايتي"، ووقعها كل من الياس العماري ومولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة، مضيفا أن "التأخر الحاصل في تجهيز البنيات التحتية للمدينة يعود إلى التساقطات المطرية التي عرفتها مدينة طنجة خلال هذه السنة، والتي تسببت في توقف التجهيزات"، وأضاف مورو، أنه "خلال الأسابيع المقبلة سيتم الإعلان عن طلب العروض الخاصة بتجهيزات البنية التحتية للمدينة"، مشيرا إلى أنه "وصل إلى علمه أن عددا من الشركات حجزت موقعها في المدينة". ولم تكن هذه المرة الأولى التي يكون إنجاز "المدينة الصينية" محط الشكوك، بل سبق لموقع "لوديسك" أن أجرى تحقيقا حول الشركة الصينية التي وقعت بروتوكول الاتفاق مع المملكة، حيث أكد أن المجموعة صغيرة الحجم ومكونة فقط، من شركات صغرى لا تلعب أي دور رئيس في الاقتصاد الصيني، وبعيدة كل البعد عن العلامات التجارية المعروفة عالميا في مجال التكنولوجيا، مضيفا أن خصوصيتها الوحيدة هي أنها متخصصة في الطيران، وهي مجموعة مدللة من طرف الحكومة المركزية في بكين. وأضاف التحقيق أن هناك "عددا من المؤشرات التي تدل على أن مشروع "طنجة تيك"، ربما، "لن يتحقق" على أرض الواقع، ومنها، أن الموقع الرسمي على الأنترنت لمجموعة "هايتي" الصينية التي ستستثمر في المشروع، لم يشر إلى المدينة الذكية التي ستقام بطنجة، باستثناء إشارته إلى أن المجموعة قامت برحلة استكشافية نظمتها حكومة مقاطعة "سيتشوان" الصينية في 12 فبراير 2017 لمدة 11 يوما إلى المغرب وأبو ظبي، وأنه تمت زيارة مدينة طنجة للوقوف على مؤهلاتها من حيث البنية التحتية.