يبدو أن الاتفاق الصيني - المغربي، الذي وقع على بنوده الأولى، رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة إلياس العماري، أثناء الزيارة الملكية الأخيرة للصين، والذي يخص مشروعا صناعيا سيخلق أزيد من 300 ألف منصب شغل، بدأ يتجسد على أرض الواقع. هذا ما اتضح اليوم، بعد أن حلّ هذا الصباح وفد صيني هام بجهة طنجةتطوانالحسيمة، من أجل الشروع في أجرأة الإتفاقية التي سبق للجانب الصيني التوقيع عليها مع رئيس الجهة إلياس العماري قبل أسابيع ببكين أمام الملك محمد السادس. وبحضور وزير الصناعة والتجارة والاستثمار الرقمي مولاي حفيظ العلمي ووالي الجهة محمد اليعقوبي، استقبل العماري بمقر الجهة صباح، اليوم الأحد، أعضاء الوفد الصيني الذي حل بمقر مجلس الجهة، في إطار الاتفاقية الإستراتيجية التي تربط المملكة المغربية، وجمهورية الصين الشعبية، وعلاقة بالاتفاقية التي وقعت مع شركتي (Haite Group) و(MoroccoChina International)، والمتعلقة بمشروع إحداث مجمع صناعي (صيني – مغربي) بمدينة طنجة. وأجرى الطرفان المغربي والصيني محادثات همت الجانب الاقتصادي بالأساس. وصرح إلياس العماري، رئيس الجهة، بأن اللقاء هو الأول في إطار الاتفاقية التي وقعت أمام الملك في زيارته الأخيرة إلى الصين، مضيفا أن هذه الزيارة تعتبر أول لبنة في إطار أجرأة الاتفاقية المذكورة. وأضاف العماري أن المغرب يأمل أن تكون هذه الاتفاقية، التي وقعت مع شركتي "Haite Group" و"MoroccoChina International" مدخلا لعلاقة إستراتيجية طويلة الأمد بين المغرب والصين، نظرا لأهميتها من جميع النواحي، خصوصا ضخامة مبلغ الاستثمار. وعمّا ستحققه هذه القرية الصناعية للمغرب، عبّر العماري عن أمله في أن تساهم في تشغيل اليد العاملة المغربية، وبالتالي تقليص البطالة، لكن الأهم هو تقوية العلاقات التاريخية بين المغرب والصين، آملا أن تكون التجربة الحالية "أفضل من تجربة جبل العلي في دبي"، حسب تعبيره. إلى ذلك عبّر ممثل الحكومة الصينية عن سعادته بحرارة الاستقبال وبالتعاون مع المغرب من أجل إنجاح المشروع، مؤكدا أن التعاون بين الطرفين في هذه المرحلة ضروري لإنجاح المشروع ذي الميزانية الضخمة. من جانبه، أعرب مسؤول في شركة "هايتي كروب" عن رغبته في نقل الفكرة ككلّ إلى المغرب، وهي فكرة إنشاء مدن وقرى صناعية بالكامل، تضم المكاتب والشركات، إضافة إلى الإقامات السكنية أيضا. وبعد حفل الاستقبال، نظمت لفائدة الوفد الصيني زيارة ميدانية إلى المنطقة المزمع إقامة المشروع بها (عين دالية)، إضافة إلى زيارة ميدانية إلى ميناء طنجة المتوسط، تلتها جولة سياحية بعدد من مرافق طنجة. يذكر أن المبلغ المخصص لهذا المشروع يبلغ 10 مليارات دولار، ومن المنتظر أن يوفر 300 ألف منصب شغل؛ بينما سيقام على أرض مساحتها مبدئيا 1200 هكتار، مع إمكانية التوسع أكثر.