أكدت الكاتبة الإسبانية “بالوما فرنانديز غوما” أن الحديث عن أدب المضيق يجعلنا نتساءل أولا عن وجود واقع حقيقي للأدب المشترك في الضفتين، وهو السؤال الذي أجابت عنه الكاتبة بكون الكثير من الحضارات مرت بالمضيق وتأثرت على ضفتها الشمالية والجنوبية سواء بالجزيرة الخضراء أو تطوان. “بالوما غوما” وفي معرض مداخلتها بالمائدة المستديرة حول “أدب المضيق” أشارت إلى أن اللغة كانت قاسم مشترك في تلاقي الأدب بين الضفتين، خاصة وأن مؤلفين مغاربة يكتبون باللغتين العربية والإسبانية، بينما نظرائهم بإسبانيا لا يكتبون سوى بلغة بلدهم، إلا أنهم تناولوا في كتاباتهم لمؤلفين مغاربة ولثقافة المغرب، مشيرة إلى شخصيات كبيرة طبعت تاريخ الأدب المشترك بين الضفتين ك”كارسيا لوركا” و”خوان غويتصولو” و”محمد شكري” وآخرون. الشاعر “تيرنو كروس” الذي ينحدر من جبل طارق، دعا إلى تجاوز الحدود في فضاء المضيق، والانفتاح على أدب البرتغال والعنصر الأنجلوساكسوني في جبل طارق، بحكم العامل الجغرافي، وضم فضاءات ثقافية جديدة لأدب المضيق المشكل أساسا من العنصر العربي والإسباني. من جهته، اعتبر “جلال الكندالي” الشاعر المغربي ومدير القسم الثقافي بجريدة الاتحاد الاشتراكي، أن الثقافة لها أهميتها القصوى في التواصل والتقريب بين الشعوب، وان الحاجة للاطلاع على تجارب الآخرين ساهم في تشكل التفاعل الثقافي، واستتشهد “الكندالي في هذا الإطار ” بالمفكر “دومنيك ماري” الذي شبه علاقة دول المشرق والغرب بالزوحين اللذان يغيشات معا دون أن يتفقا. وأكد “الكندالي” أن ثمانية قرون كانت كافية لكي تتشكل بإسبانيا ثقافة أندلسية إسلامية ساهم في إبرازها علماء وشخصيات كبيرة من أمثال ابن زيدون وابن عربي وابن رشد.