توصلت شمال بوست على معلومات حصرية عن تفاصيل المطاردة المثيرة التي حدثت بين مركب تابع للحرس المدني الاسباني وزورق مطاطي في المياه الاقليمية المغربية قبالة ساحل الرأس الأسود (كابو نيكرو) والتي كان شاهدا عليها صيادون مغاربة وثقوها بالصور. وحسب المعلومات المتوفرة لشمال بوست، فإن المركب المطاطي وهو من نوع فانتوم وطوله (7 أمتار) كان راسيا بالمياه الدولية بعد ثلاث ليالي من العمل في تهريب الحشيش والكوكايين بين منطقتي سيدي عبد السلام وريستينكا بالساحل الشمالي للمغرب ومنطقة لا لينيا جنوباسبانيا، حيث كان ينتظر الادن للعودة إلى تحميل كمية جديدة من الحشيش والكوكايين أو العودة إلى مكان رسوه في "لالينيا". مشاكل طارئة بين مافيا مهربي المخدرات المعروفة باسم "التوأم los gemelos" وبعض أفراد الحرس المدني الاسباني المتواطئين معها، ستدفع أحد قادة تلك المافيا والذي يدعى "أنطونيو" إلى مطالبة قائد الزورق المطاطي وهو اسباني من أصول مغربية مقيم بمدينة سبتةالمحتلة، بالتخلص من الزورق، لكن الآخير سيكون له رأي آخر بعدما قرر مع مساعده المكلف بالبوصلة GPS الاتصال بصديق لهم في مدينة سبتة من أجل بيعه الزورق. مباشرة بعد الاتفاق على بيع الزورق حاول قائده ومرافقه التسلل نحو مدينة سبتة في الصباح الباكر، غير أن دورية للحرس المدني باغتثهم وقامت بمطاردتهم إلى أن وصلا إلى قبالة منطقة "الرأس الأسود cabo negro" حيث صادفتهم في تلك المطاردة المثيرة مجموعة من مراكب الصيد التي تنطلق من ميناء المضيق. مصادر شمال بوست تؤكد أن الزورق المطاطي تمكن من الاختفاء بعدما فشلت دورية الحرس المدني الاسباني في ملاحقته، خاصة أن قائده يعرف جيدا كيف يختفي في مياه المتوسط. وتضيف نفس المصادر أن عمليات تهريب شبه يومية للحشيش والكوكايين تتم انطلاقا من سواحل عمالة المضيقالفنيدق وبالضبط من ريستينكا وأيضا من ساحل جماعة أزلا وزاوية سيدي قاسم وبالضبط من سيدي عبد السلام وتمرابط وتمرنوت… صوب التراب الاسباني وبالضبط نحو "لا لينيا" و"مالقا"، ويتداول في هذا الاطار أن مناطق النفوذ مقسمة بين أسماء معروفة بالمنطقة انطلاقا من سواحل المضيقالفنيدق وأزلا حيث يتولى عمليات التهريب بارون المخدرات الملقب ب"حليمو" (ع.ح. حنين)، فيما يتكلف باروني المخدرات في منطقة "لالينيا" الملقبان ب"التوأم los gemelos" استقبال تلك المخدرات لإعادة توزيعها في اسبانيا وباقي التراب الاوروبي. ولا يمكن أن تتم عمليات التهريب هذه دون تواطؤ بعض عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة والدرك البحري والحرس المدني الاسباني أيضا مع هؤلاء المهربين الذين ينشطون بشكل أساسي في تحميل الحشيش انطلاقا من شواطئ جماعات المضيق وأزلا وزاوية سيدي قاسم ووادلاو وتزكان وسطيحات وامتار وبني بوزرة ومتيوة... وكان المكتب المركزي للأبحاث القضائية بتنسيق مع الدرك البحري والبحرية الملكية قد تمكن في الاسبوع الماضي من إيقاف مركب للصيد بسواحل الداخلةجنوب المغرب وعلى متنه أطنان من الكوكايين تفوق قيمتها 200 مليار سنتيم، حيث كشفت التحقيقات أن صاحب ذلك المركب يقيم بمدينة طنجة. كما يتحدث الرأي العام المحلي عن تورط العديد من بارونات المخدرات بالشمال في تهريب الكوكايين إلى جانب الحشيش نحو اوروبا انطلاقا من سواحل الشمال. صور المطاردة أمام منطقة كابو نيكرو