عماد بنهميج - ناشط حقوقي يقترب شيئا فشيئا موعد الانتخابات الجماعية المزمع تنظيمها خلال السنة القادمة 2015، بعد أن قاربت المرحلة الحالية أن تنهي سنواتها الستة العجاف، دون أن يتغير أي شيء، أو يظهر جديد على الساحة بمدينة تطوان. ومع اقتراب الموعد المذكور، بدأ المسؤولون الجماعيون في لملمة أوراقهم، وإعادة ترتيبها لكي تتناسق مع المتغير الجديد القادم ولو بعد حين، وتبدأ رحلة غسل صفحة الذنوب والخطايا التي لازمتهم خلال السنوات الماضية، مع استعمال كل أنواع المسحوقات والمبيضات وخاصة أحدثها وهو " موقع التواصل الاجتماعي " استعدادا ليوم الحشر الانتخابي، حيث سيعرض كل مسؤول صفحته السوداء أمام ناخبيه، طالبا المغفرة والتواب ومتوعدا بتكفير خطاياه في المرحلة القادمة إن كتب له ذلك طبعا، أملا في الفوز بجنة المسؤولية التي تذر على أصحابها الكثير مما كانوا يفتقدونه خارج أسوارها. آخر الصيحات المبتكرة لتنصيع لباس المسؤولية المتسخ وإكسابه البياض اللازم، هو ما أقدم عليه رئيس الجماعة الحضرية لتطوان " إد عمار " وصديقه في الحزب والحركة والبرلمان " أحمد بوخبزة " اللذان فطنا قبل أسابيع قليلة ماضية بأن هناك شيء ما في هذا العالم الإلكتروني يرتاده الصغير والكبير، المتعلم والجاهل، الذكر والأنثى، اسمه " موقع التواصل الاجتماعي " ليطلقا صفحتهما " صفحة النائبين البرلمانيين د.محمد إدعمار و د.أحمد بوخبز " ليذكرا المواطن التطواني ولعل الذكرى تنفع الناخبين، بأنهما أو على الأقل رئيس الجماعة الحضرية بأنه مازال على رأس المسؤولية بعد أن ظنوه غادرها منذ مدة طويلة، وانقطع رجاؤهم من العثور على ظل سعادته القابع بين أربع جدران بمكتب الجماعة الحضرية لتطوان. بينما يفضل على ما يبدو باقي المنتخبين الآخرين الغير مقتنعين بحيازة صكوك الغفران أن يدسوا رؤوسهم في التراب مثل النعامة، حتى تمر العاصفة الانتخابية بسلام ثم يجمعوا أنفاسهم ليعاودوا كَرة استغلال النفوذ لخدمة أغراضهم الشخصية، بعد أن قضوا من الناخب وطرا، وجعلوه سلما يرتقوا به إلى غاياتهم وأهدافهم مطبقين المثل الشعبي بحذافره " لي قضى حاجتو الله ينعل جارتو ". يصعب حقيقة فهم واستيعاب طريقة تفكير هذه الكائنات الانتخابية، لدرجة أن الإنسان عندما ينظر إلى أفعالهم، وقبل ذلك أقوالهم، ثم إلى تملقهم مع اقتراب الموعد الانتخابي، أن يظن نفسه مجرد " حمار " وإن كان هذا الحيوان المسكين أذكى بكثير من أولئك الذين يعتقدون أنهم قادرين على خداع الناس من جديد، أو أولئك الذين يجددون لهم ولاية أخرى على رأس هرم المسؤولية. أعتقد أن ميكيافلي الذي ألف كتاب " الأمير " والذي يعرض فيه منهجه للوصول إلى السلطة والحكم القائم على أن " الغاية تبرر الوسيلة "، لو عاد إلى الحياة من جديد واطلع على أفعال الكائنات الانتخابية في بلادنا، لقرر وبدون سابق إشعار إعادة ترتيب أوراق كتابه لكي يتماشى مع السلوكات الانتهازية لأغلب الطامحين والطامعين في تبوأ مقعد جماعي على حساب ساكنة ملة من الوعود والانتظار طيلة السنوات الماضية والتي قبلها، وأكيد التي ستأتي بعدها. اقترب إذن يوم الحشر الانتخابي،… فلملموا أوراقهم… وتطهروا من ذنوبكم… ونصعوا صفحاتكم … فقد دنت ساعة كشف الحساب… لعلكم تجدون عند أرباب الصناديق ما تأملون بلوغه.