آلاف الشباب والعاطفين من أتباع حزب بوديموس يتجمهرون الآن ليلة 20 ديسمبر في وسط مدريد قريبا من ساحة نيبتونو Plaza Neptuno القريبة من البرلمان، أجواء من الفرحة وترديد مستمر لشعارات الحزب اليساري الصاعد الحاصل على نتائج لم تكن منتظرة أيام قبل الاقتراع. النتائج غير مسبوقة لكنها كانت منتظرة، الحزب الشعبي يحافظ على المرتبة الأولى لكن بعدد من المقاعد (123مقعد)لايسمح له بتشكيل حكومة ولو تحالف مع حزب سيودادانس الليبرالي، عدد المقاعد التي حصل عليها الحزب الشعبي تُعدُّ الأضعف منذ 1989، من جانبه الحزب العمالي الاشتراكي يحصل على أسوأ النتائج منذ انطلاق الديموقراطية الاسبانية (90 مقعد)، "كارثة انتخابية غير مسبوقة" كما عبر عنها أحد القيادات التاريخية للحزب الاشتراكي، من جانبه حزب سيودادانس اللبيرالي تراجع بقوة عن احتمالات استطلاع الرأي التي بوّءتْهُ المرتبة الثانية، ولم يحصل على أكثر من 40 مقعد في انتظار نتائج التصويت بالبريد والمُنذِرة بالتراجع. الحزب الفائز في انتخابات 20 ديسمبر بامتياز كان حزب بوديموس الذي انطلق من صفر مقعد إلى 69 مقعد في البرلمان الاسباني وتحوُّله إلى مفتاح الحكومة الاتلافية المُقبلة إن لم يكن رئيسها بالتحالف مع الحزب الاشتراكي واليسار الموحد بمقعدين وحزب اليسار الجمهوري الانفصالي بكطالونيا (8مقاعد) وأحزاب جهوية أخرى. الأكيد أن المشهد السياسي الإسباني ودّع القطبية و دخل مرحلة البلقنة المهددة للإستقرار، والمؤشرات تُنذر حسب بعض الملاحظين بإمكانية تحالف غير طبيعي بين الحزب الاشتراكي العمالي والحزب الشعبي اليميني، إمكانية سبق أن تنبأنا بها في شمال بوست بالاعتماد على مصادرنا من داخل الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي اليميني، وبالقياس على التجربة الألمانية في انتخاباتها ما قبل الأخيرة. المزيد من التفاصيل في الأيام القادمة من داخل مطابخ الأحزاب الفائزة والمنهزمة، كما سنتابع تأثيرات هذه التحولات في المشهد السياسي الاسباني على العلاقات المغربية الاسبانية وعلى قضايانا الحيوية، وفي مقدمتها الوحدة الترابية وعلاقات التعاون الأمني.كما نتساءل بالمناسبة عن مدى استعداد الديبلوماسية المغربية الرسمية منها والحزبية، لمثل هذا السيناريو الجديد والمُهدد بتفاعلات مثيرة ومُقلقة