قال مصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أن العفاريت لا تخرج إلا من المصباح، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية الذي لا يكلّ أمينه العام عبد الإله بنكيران من الحديث عن العفاريت والتماسيح التي تهدد البلاد كلما أراد تبرير "القصور الذي تعرفه سياسته في تدبير الشأن العام".
وأوضح الباكوري، الذي كان يتحدث في ندوة عقدها حزب الأصالة والمعاصرة بمقره المركزي بالرباط، ليلة أمس الخميس 16 غشت، بحضور فعاليات سياسية ونقابية وممثلين عن المجتمع المدني بالإضافة إلى مثقفين وإعلاميين، أن الأزمة التي تعرفها البلاد تحتاج إلى إستراتيجية لمواجهتها تعتمد على الحوار والتشاور بين مختلف الفرقاء السياسيين والاقتصاديين مع إشراك الجميع من أجل خلق مناخ ازدهار اقتصادي.
وأكد البكوري أن "لا ازدهار اقتصادي بدون استثمار ولا استثمار بدون ثقة ولا ثقة بدون احترام"، وهي ما تفتقده حكومة بنكيران التي لا تتقن سوى الضجيج والضوضاء ومسرحة العمل السياسي، مشيرا أن خطاب رئيس الحكومة حول العفاريت والتماسيح تخيف المستثمرين والسياح الأجانب الذين يقصدون المغرب.
وأضاف البكوري أن الأولوية الآن تقتضي فتح أوراش أساسية تهم بالخصوص مجال التربية والتكوين والمعرفة والعدالة والقضاء بالإضافة إلى ورش التشغيل وهي أوراش تستدعي مشاركة الجميع..
من جهته أكد إلياس العماري، في تشخيصه للازمة، أن اكبر ما يهدد المغرب هي المجاعة والأمية، وأن "التماسيح والعفاريت وجيوب المقاومة" التي تتهدد مصير البلاد تتمثل في التعليم التشغيل والصحة والسكن والأسرة، حيث قال بهذا الخصوص أنه إذا كان الإسلام ينبني على أركان خمسة هي "الشهادتان والصلاة والزكاة والصوم والحج من استطاع إليه سبيلا"، فإن إنسانية الإنسان لا يمكن أن تكتمل إلا بتوفّر هذه الأركان الخمسة "التعليم والشغل والصحة والسكن والزواج لمن استطاع إليه سبيلا.."
وعرفت الندوة نقاشا حاول من خلاله المتدخلون الوقوف على مختلف أسباب الأزمة التي يعيشها المغرب وتجلياتها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وبعض الأسئلة التي تؤرق المغاربة اليوم وسبل الإجابة عليها وفي. هذا الإطار أكد حسن بنعدي الأمين العام الأسبق للحزب ورئيس حركة من اجل كل الديمقراطيين، التي مهدت لتأسيس الأصالة والمعاصرة، أن أزمة المغرب كانت دائما أزمة ثقة بين نخبه تغذيها الرغبة الأنانية والرغبة في الزعامة، مستدلا بما وقع عقب المحاولتين الانقلابيتين في بداية السبعينيات، مستشهدا بما أورده المفكر عبد الله العروي حول عبد الكريم الخطابي وعلال الفاسي أثناء تواجدهما بالقاهرة، حيث الانسجام بينهما كان غائبا بفعل غياب التواصل وانتفاء الرغبة في الحوار والتعايش بين زعامتين، وبالتالي فإن كل زعمائنا وكل نخبنا تريد أن تتربع على هرمية الزعامة مع إقصاء الآخرين..