تخوض الأطقم الطبية المغربية معركة جديدة لإنجاح الحملة الوطنية للتلقيح، وذلك على أمل تحقيق المناعة الجماعية قبل شهر رمضان المقبل... وبدأ المغرب معركة محاربة وباء كوفيد-19، منذ يوم الخميس المنصرم، مع إعلان جلالة الملك انطلاق حملة التطعيم ضد الفيروس الفتاك بتلقي جلالته أول جرعة من لقاع سينوفارم الصيني، لتبدأ العملية بعد وصول جرعات اللقاح إلى مختلف المناطق بالمملكة، كما استقبلت مراكز عديدة الفوج الأول من الملقحين، فيما ستكون الأسابيع المقبلة أكثر ضغطا بانفتاح الأطر الطبية على عملية تلقيح الفئات الشابة.
وخلال الشهر الماضي، أعلنت الحكومة المغربية أنها طلبت 65 مليون جرعة من لقاحات COVID-19 من شركة سينوفارم الصينية وشركة استرازينيكا البريطانية، فيما ستقوم بتفعيل "دبلوماسية اللّقاح" من أجل الحصول على مصادر أخرى للتطعيم ضدّ كورونا.
وفي هذا الإطار، أكد البروفيسور مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بالدار البيضاء، أن "عملية التطعيم ضدّ كورونا بدأت في ظروف جيدة، حيث انخرط المواطنون بكل حيوية ونشاط في الحملة التي أعطى جلالة الملك محمد السادس انطلاقتها"، مضيفا أن "هذا الانخراط الجماعي يعكس ثقة المواطنين المغاربة في العملية برمتها، وتبدد كل المخاوف التي انتشرت قبل وصول اللقاح".
واعتبر البروفيسور، في تصريح صحفي، أن "المغاربة أصبحوا يعرفون أن الوصول إلى بر الأمان وتجاوز صفحة كورونا يمر عبر بوابة اللقاح"، مشيرا إلى أن "المواطنين ينخرطون بشكل فعال لإنجاح عملية التلقيح، بحيث سيتم أخذ اللقاحين في فترات متفرقة حسب نوعية اللقاح".
وأكد البروفسور على أن "هناك إستراتيجية وطنية للوصول إلى مناعة جماعية قبل 15 أبريل المقبل"، موضحا أن "المغرب طلب 65 مليون جرعة من اللقاح، وهو مطالب اليوم بتنويع مصادره والانفتاح على شركات دولية جديدة مثل سبوتنيك وفايزر وجونسون أند جونسون".
يشار أن التلقيح سيهم في البداية بالأساس، الأشخاص الذين يشتغلون في الصفوف الأمامية (أطر صحية وأمنية وتعليمية)، على أن تعطى الأولوية أيضا للمصابين بأمراض مزمنة والذين يعانون الهشاشة الصحية، بينما سيتم تعميم التلقيح في مرحلة ثالثة على البالغين من العمر أزيد من 44 سنة، ثم يعمم بعد ذلك على باقي الفئات العمرية.
وتعمل الحكومة جاهدة على طمأنة الرّأي العام المغربي بخصوص حملة التلقيح، بعد انتشار خطابات التشكيك، خاصة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكّدة أنّ اللقاح "بين أياد أمينة حريصة على أمن وصحة وسلامة المواطنين"، حيث دعت المواطنات والمواطنين إلى "التحلي بالحيطة والحذر من انتشار عدد من الأخبار الزائفة مجهولة المصدر".