منذ أكثر من أربعة أشهر بدأ الحديث عن اللقاح الصيني "سينوفارم" الذي اختاره المغرب لتطعيم مواطنيه ضد "كورونا". وفي الوقت الذي توصلت فيه مجموعة من الدول بهذا المضاد "الحيوي" وشرعت في عملية "ترويض" الوباء، مازال "الغموض" يلف عملية التطعيم الوطنية، بحيث تتكتم السلطات الرسمية بشأن موعد إطلاقها. وخلال الشهر الماضي، أعلنت الحكومة المغربية أنها طلبت 65 مليون جرعة من اللقاحين المضادين ل"كوفيد-19″ لكل من شركة Sinopharm الصينية وشركة AstraZeneca البريطانية. بينما تؤكد السلطات المغربية أنها لم تتوصل إلى حدود اليوم بأي دفعة، وبالتالي فإن تاريخ بدء عملية التطعيم مازال يشوبه "الضباب". وبعدما انتشرت "أخبار" غير رسمية حول بدء عملية التطعيم خلال الأسبوع الأول من شهر دجنبر الماضي، يبدو أن السلطات تتريث في عملية الإعلان الرسمي عن موعد انطلاق توزيع اللقاحات على المغاربة؛ بحيث لم تصدر أي جهة حكومية أو صحية موعدا محددا لبدء "التطعيم" ضد فيروس كورونا. البروفيسور مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بالدار البيضاء، قال إن "أي لقاح كيفما كان نوعه هو موجه للبشرية جمعاء وليس لدولة معينة، وبالتالي يجب أن تتوفر فيه كل صفات النجاعة والفعالية والشفافية"، مبرزا أن "هناك ما يفوق 200 تجربة علمية تم إجراؤها، وأكثر من 15 لقاحا وصل إلى المرحلة الثالثة، أي مرحلة العلاج". وفي ما يتعلق باللقاح الذي اختاره المغرب، أي اللقاح الصيني "سينوفارم"، قال الناجي في تصريح لهسبريس إنه "لقاح من الطراز القديم (Old fashion) وهو لقاح معطل (inactivé) يتمتع بقدر من النجاعة والفعالية المطلوبة"، مبرزا أنه "من الناحية العلمية، المغرب لم يخطئ لما اقتنى اللقاح الصيني لأنه أثبت فعاليته خلال التجارب السريرية". وبشأن المخاوف التي يثيرها اللقاح الصيني، خاصة بعد استقالة مدير شركة "سينوفارم"، رد الناجي بأن "اللقاح لا يرتبط بالأشخاص وإنما بمدى قدرته على محاربة الفيروس. أسباب الاستقالة ستظهر خلال الأيام المقبلة"، معتبرا أن "هناك آملا في الوصول إلى مناعة جماعية للمغاربة خلال بداية يونيو القادم". وبشأن تأخر اللقاح الصيني، حمل عضو اللجنة العلمية لمكافحة "كورونا" المسؤولية لوزارة الصحة، الوحيدة المخول لها الإجابة على هذا السؤال، قائلا: "هناك وزارة وصية مكلفة بالملف وهي الوحيدة التي تعرف متى سيأتي اللقاح"، معتبرا أن "الأمر له علاقة بتعاقدات شركة سينوفرام وكثرة الطلبات على اللقاح". وأضاف البروفيسور أن "المغرب طلب 65 مليون جرعة من أجل تحقيق مناعة جماعية ل 70 في المائة من المغاربة، بينما تؤكد منظمة الصحة العالمية أن هناك بلدانا لن يكون بمقدورها الحصول على اللقاح، بحيث فقط 20% من الدول هي التي ستستفيد من اللقاحات".